للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

أناس عدًا علقت فيهم وليتني ... طلبت الهوى في رأس ذي زلق أشم١

وكما اشتقوا ديبجًا من الديباج؛ كذلك اشتقوا٢ الوشاء من الوشي, فهو "فعال" منه. وذلك أن المال يشي الأرض ويحسنها. " وعلى ذلك قالوا: الغنم؛ لأنه من الغنيمة, كما قالوا لها: الخيل؛ لأنها فَعْل من الاختيال, وكل ذلك مستحب"٣.

أفلا ترى إلى تتالي هذه المعاني وتلاحظها وتقابلها وتناظرها؛ وهي التنوّق، والجمال، والأنس، والديباج والوشي والغنيمة "والاختيال. ولذلك قالوا: البقر، من بقرت بطنه أي: شققته؛ فهو إلى السعة والفسحة، وضد الضيق والضغطة"٤.

فإن قلت: فإنَّ الشاة من قولهم: رجل أشوه وامرأة شوهاء للقبيحين٥. وهذا ضد الأول؛ ففيه جوابان: أحدهما: أن تكون الشاة جرت٦ مجرى القلب لدفع العين عنها لحسنها؛ كما يقال٧ في استحسان الشيء: قاتله الله كقوله ٨:

رمى الله في عيني بثينة بالقذى ... وفي الشنب من أنيابها بالقوادح٩


١ "أناس" كذا في أ، وفي ش, ب: "وناسا". "زلق أشم" كذا في أ. وفي ش، ب: "زاق الأشم" والعدا: الغرباء.... ويريد بذي الزلق الأشم جبلًا عاليًا تزلق فيه القدم. يقول: إن هواء في قوم غرباء، وكان أيسر له وأوفق أن يكون هواء في مرتقى وعر.
٢ كذا في أ. وسقط في ش، ب.
٣ سقط ما بين القوسين في أ، وثبت في ش، ب.
٤ سقط ما بين القوسين في أ، وثبت في ش، ب.
٥ كذا في ش، ب وفي أ، ج: "للمقبَّحين".
٦ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "جرى".
٧ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "تقول".
٨ أي: جميل.
٩ "الشنب". كذا في الأصول, والذي في اللسان وغيره: "الغر" والشنب -ويقال الشمب بإبدال النون ميما- جمع أشنب، من الشنب وهو رِقَّة الأسنان وعذوبتها. والقوادح جمع القادح، وهو السواد يظهر في الأسنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>