للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ومن ذلك قولهم في أسماء الحاجة: الحاجة والحوْجَاء واللوجاء, والإرب والإربة والمأربة, واللبانة -والتلاوة بقية الحاجة, والتلية أيضًا- والأشكلة والشهلاء, قال "الشاعر"١:

لم أقض حين ارتحلوا شهلائي ... من الكعاب الطفلة الغيداء

وأنت تجد مع ذلك ٣من اختلاف أصولها ومبانيها جميعها٤ "راجعًا"٥ إلى موضع واحد، ومخطومًا٦ بمعنى لا يختلف, وهو الإقامة على الشيء والتشبث به. وذلك أن صاحب الحاجة كلف بها ملازم للفكر فيها ومقيم على تنجُّزِها واستحثاثها؛ قال٧ رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "حبك الشيء يعمى ويصم".

وقال المولد:

صاحب الحاجة أعمى ... لا يرى إلا قضاها

وتفسير ذلك أن الحاج شجر له شوك, وما كانت هذه سبيله فهو متشبث بالأشياء, فأيّ شيء مرَّ عليه اعتاقة وتشبث به. فسميت٨ الحاجة تشبيهًا بالشجرة ذات الشوك. أي: أنا مقيم عليها متمسك بقضائها كهذه الشجرة في اجتذابها ما مرَّ بها وقرب منها. والحوجاء منها وعنها تصرّف الفعل: احتاج يحتاج احتياجًا٩، وأحوجَّ يحوجّ، وحاج يحوج فهو حائج.


١ زيادة في ش، ب، خلت منها أ.
٢ يروى:
من العروب الكاعب الحسناء
كما في اللسان في شهل. وفيه "حتى" بدل "حين", وما هنا هو ما في الأصول.
٣ بيان لقوله "ذلك".
٤ كذا في أ. وفي ش، ب: "جميعًا".
٥ زيادة وفق ما في ج. وقد خلت منها، في الأصول.
٦ أي: مربوطًا بحبل واحد هو المعنى الذي ينصبّ إليه؛ يقال: خطمت البعير: جعلت فيه الخطام وهو الحبل يقاد به. وما أثبت هو ما في أ. وفي: ب "محفوظًا" وفي ش: "مخطومًا محفوظًا".
٧ رواه أحمد في مسنده، والبخاري في التاريخ، وأبو داود. وانظر الجامع الصغير في حرف الحاء. وفي شرح الجامع أن إسناده ضعيف.
٨ كذا في أ. وفي ش: "فتشبَّهت" وفي ب: "فشبهت".
٩ كذا في أ، ج، وسقط، في ش، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>