للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو علي -رحمه الله: قيل له حبي كما قيل له سحاب. تفسيره أن حبيًّا "فعيل" من حبَا يحبو. وكأن السحاب لثقله يحبو حبوًا؛ كما قيل له سحاب وهو "فعال" من سحب١؛ لأنه يسحب هدابه. وقد جاء بكليهما شعر العرب؛ قالت امرأة:

وأقبل يزحف زحف الكسير ... سياق الرعاء البطاء العشارا٢

وقال أوس ٣:

داٍن مسفٍّ فويق الأرض هَيْدَبُه ... يكاد يدفعه من قام بالراح٤

وقالت صبية منهم لأبيها فتجاوزت ذلك:

أناخ بذي نفر بركه ... كأن على عضديه كتافا٥

وقال أبوهم ٦:

وألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني ذي العياب المحمل٧


١ كذا في ش. وفي أ، ب: "سحبت".
٢ ورد هذا البيت في ستة أبيات في ديوان المعاني العسكري ٢/ ٥ وفيه: فأقبل، وهو في الأمالي ١-١٧٧ في سبعة أبيات وانظر اللسان "حبا".
٢ يريد أوس بن حجر. وينسب بعضهم هذا إلى عبيد بن الأبرص, فنسبتها لأوس ليس موضع وفاق، وهي موجودة في ديواني الشاعرين, وانظر اللآلئ وسمطه ٤٣٩.
٤ قبله:
يا من لبرق أبيت الليل أرقبه ... في عارض كمضي الصبح لماح
ومسف: دان قريب. وهيدبه: ما تدلي منه كأنه خيوط.
٥ "نفر" كذا في ش. وذو نفر موضع. وفي أ، ب: "فقر" وهو تحريف, وفي أسماء الأمكنة ذو بقر، وقد ورد هذا في اللسان "حبا": "بذي بقر". وبرك الجمل: صدره؛ شبه السحاب بجمل بارك إذ تلبث بهذا الموضع.
٦ كذا في أ. وسقط هذا في ش، ب. وأبوهم, أي: أبو الشعراء الوصافين السحاب وسابقهم والمبرز فيهم، هو امرؤ القيس في المعلقة.
٧ صحراء الغبيط موضع، والبقاع السحاب المثقل بالماء. ويريد باليماني المحمل جملًا عليه بضائع من اليمن، إذا نزل بين القوم أقام حتى يباع ما جاء به، ويروى المحمل -بكسر الميم- وصفًا لليماني بمعنى التاجر الذي جاء ببضاعة من اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>