للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك سوبان مالٍ هو "فُعْلان" من السأب, وهو الزق للشراب, قال الشاعر:

إذا ذقت فاهًا قلت علق مدمس ... أريد به قيل فغودر في ساب١

والتقاؤهما أن الزق إنما وضع لحفظ ما فيه, فكذلك هذا الراعي يحفظ المال ويحتاط عليه احتياط الزق على ما فيه.

وكذلك محجن مال: هو "مِفْعل" من احتجنت الشيء إذا حفظته وادخرته.

وكذلك إزاء مال: هو "فِعَال" من أزى الشيء يأزي, إذا تقبض٢ واجتمع, قال:

ظل لها يوم من الشعرى أزي٣

أي: يغم الأنفاس ويضيقها لشدة الحر. وكذلك هذا الراعي يشح عليها ويمنع من تسربها. وأنشد أبو علي عن أبي بكر لعمارة:

هذا الزمان مولّ خيره أزي ... صارت رءوس به أذناب أعجاز

وكذلك بلو مال، أي: هو بمعرفته به قد بلاه واختبره, قال الله سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} ٤ قال عمر بن لجأ:

فصادفت أعصل من أبلائها ... يعجبه النزع على ظمائها٥


١ "قيل" كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "كيل" وهو تحريف. "فغودر" كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "فغرر" وهو تحريف أيضًا. وقوله: "ساب" بإبدال الهمزة ألفًا لينة للردف كما ذكره اللسان في سأب وعلق. والعلق هنا الخمر لنفاستها، والمدمس المخبوء المكنون. والقيل: الملك واحد الأفيال. وانظر الهمزة لأبي زيد١٣.
٢ كذا في شن ب. وفي أ: "نقص". وهو صحيح فإن النقيض والاجتماع نقصا للشيء في المرأة. وفي اللسان: أزى ماله: نقص.
٣ قائله عن باهلة. وعجزه:
نعوذ منه بزرانيق الركى
وزرانيق الكرى أبنية تبنى على جوانب الآبار, وعلى البئر زرنوقان يعلق عليهما البكرة. وانظر اللسان "أزى" ومجالس ثعلب ٦١٤.
٤ آية: ٣١، سورة محمد.
٥ يتحدث عن إبل سقاها. والأعصل: اليابس البدن, وذلك أقوى له. والنزع هنا تزع الدلو من البئر، وهو جذبها.

<<  <  ج: ص:  >  >>