للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا١ مذهب في هذه اللغة طريف غريب لطيف٢. وهو فقهها٣، وجامع معانيها وضامّ نشرها٤. وقد هممث غير دفعة أن أنشئ في ذلك كتابًا أتقصَّى فيه أكثرها, والوقت يضيق دونه. ولعله لو خرج لما أقنعه ألف ورقة إلا على اختصار٥ وإيماء. وكان أبو علي -رحمه الله- يستحسن هذا الموضع جدًّا وينبه عليه, ويسر بما يحضره خاطره منه. هذا باب إنما يجمع بين بعضه وبعض من طريق المعاني مجرَّدة من الألفاظ, وليس كالاشتقاق الذي هو من لفظ واحد, فكأنَّ بعضه منبهة على بعض. وهذا إنما يعتنق فيه الفكر المعاني غير منبهته٦ عليها الألفاظ, فهو أشرف الصنعتين٧، وأعلى المأخذين. فتفطن له، وتأنّ٨ لجمعه؛ فإنه يؤنقك ويفيء عليك, ويبسط ما تجعَّد من خاطرك, ويريك من حكم الباري -عز اسمه ما تقف تحته وتسلم لعظم الصنعة فيه, وما أودعته أحضانه ونواحيه.


١ كذا في ش، ب. وفي أ: "فهذا".
٢ كذا في أ. وفي ش، ب: "ظريف".
٣ كذا في أ، ب. وفي ش: "فقيهها".
٤ النشر: المتفرق غير المجتمع.
٥ كذا في أ. وفي ش، ب: "انتصار".
٦ كذا في أ. وفي ش، ب "منبهة".
٧ كذا في أ. وفي ش، ب: "الصنفين".
٨ كذا في أ. وفي ش، ب: "فتأت".

<<  <  ج: ص:  >  >>