للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم, كأن تأخذ١ أصلًا من الأصول فتتقرّاه فتجمع١ بين معانيه, وإن اختلفت صيغه ومبانيه. وذلك كتركيب "س ل م ", فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه؛ نحو: سلم ويسلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم: اللديغ, أطلق عليه تفاؤلًا بالسلامة. وعلى ذلك بقية الباب إذا تأولته, وبقية الأصول غيره كتركيب "ض ر ب " و "ج ل س " و "ز ب ل " على ما في أيدي الناس من ذلك. فهذا هو الاشتقاق الأصغر, وقد قدم أبو بكر٢ -رحمه الله- رسالته فيه بما أغنى عن إعادته؛ لأن أبا بكر لم يأل فيه نصحًا وإحكامًا وصنعة وتأنيسًا.

وأمَّا الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلًا من الأصول الثلاثية٣، فتعقد عليه وعلى تقاليبه٤ الستة معنًى واحدًا, تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه, وإن تباعد شيء من ذلك "عنه"٥ رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه, كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد. وقد كنا قدمنا ذكر طرف من هذا الضرب من الاشتقاق في أول هذا الكتاب عند ذكرنا أصل الكلام, والقول وما يجيء من تقليب٦ تراكيبهما نحو: "ك ل م " "ك م ل " "م ك ل " "م ل ك " "ل ك م " "ل م ك " وكذلك "ق ول " "ق ل و " "وق ل " "ول ق " "ل ق و " "ل وق " وهذا أعوص٧ مذهبًا، وأحزن مضطربًا. وذلك٨ أنا عقدنا تقاليب


١ كذا في أ. وفي ب: "يأخذ.... فيتقراه فيجمع" وفي ش كما في ب, غير أن فيه: "فيقرأ" وهو تصحيف.
٢ يريد ابن السراج. وله كتاب الاشتقاق، ولم يتممه. راجع البغية ٤٤.
٣ كذا في أ، ج. وفي ش،: "الثلاثة".
٤ كذا في أ، ب. وفي ج: "مقاليبه".
٥ كذا في ش، ب، ج. وسقط هذا في أ.
٦ كذا في أ. وسقط في ش، ب.
٧ كذا في ش، أ. وفي ب: "أغوص".
٨ كذا في أ، ب. وفي ش: "ولذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>