للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام الستة على القوة والشدة، وتقاليب القول الستة على الإسراع والخفة, وقد مضى ذلك في صدر الكتاب.

لكن بقي علينا "أن نحضر هنا"١ مما يتصل به أحرفًا تؤنس بالأول، وتشجّع٢ منه المتأمل.

فمن ذلك تقليب "ج ب ر " فهي -أين٣ وقعت- للقوة والشدة, منها: "جبرت العظم والفقير" إذا قويتهما وشددت منهما, والجبر: الملك لقوته وتقويته لغيره, ومنها: "رجل مجرب" إذا جرَّسته٤ الأمور ونجذته٥، فقويت منّته واشتدت شكيمته, ومنه الجراب؛ لأنه يحفظ ما فيه, وإذا حفظ الشيء وروعي اشتدَّ وقوي, وإذا أغفل وأهمل تساقط ورذي٦. ومنها: "الأبجر والبجرة" وهو القوي السرة. ومنه قول علي -رضي الله عنه: إلى الله أشكو عجري وبجري, تأويله: همومي وأحزاني, وطريقه أن العجرة كل عقدة في الجسد, فإذا كانت في البطن والسرة فهي البجرة, "والبجرة"٧ تأويله أن السرة غلظت ونتأت فاشتد مسّها وأمرها. وفُسِّر أيضًا قوله: عجري وبجري, أي: ما أبدي وأخفي من أحوالي. و"منه البُرْج لقوته في نفسه وقوة ما يليه"٨ به، وكذلك البَرَج لنقاء بياض العين وصفاء سوادها هو قوة أمرها،


١ كذا في أ، وفي ش، ب: "نحضرهما".
٢ كذا في ش. وفي أ، "يسجع".
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: لين، وهو تحريف.
٤ كذا في أ. وفي ش، ب: "حرمته" وهو تصحيف. وجرسته الأمور: جرَّبته وأحكمته.
٥ كذا في أ، ج، وفي ش، ب: "نجدته" وكلاهما صحيح. والذال أعلى. يقال: نجده الدهر ونجذه: عرفه وعلمه.
٦ كذا في أ. وفي ش، ب: "ردي" وكلاهما صحيح، فردي هلك، ووذي: أثقله المرض.
٧ كذا في أ، وسقط هذا في ش، ب.
٨ كذا في ش، ب، وفي أ: "منها البرج المؤيد في نفسه وقوة من عليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>