للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه ليس بلون مستضعف, ومنها رجَّبت الرجل١ إذا عظَّمته وقوَّيت أمره, ومنه رجب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه, وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها بالرجبة, وهو شيء تسند إليه لتقوى به. والراجبة: أحد فصوص الأصابع وهي مقوية لها. ومنها الرباجي وهو الرجل يفخر بأكثر من فعله, قال:

وتلقَّاه رباجيًّا فخورا٢

تأويله أنه يعظِّم نفسه ويقوّي أمره.

ومن ذلك تراكيب "ق س و " "ق وس " "وق س " "وس ق " "س وق "٣ وأهمل " س ق و " , وجميع ذلك إلى القوة والاجتماع. منها: "القسوة" وهي شدة القلب واجتماعه, ألَا ترى إلى قوله:

يا ليت شعري -والمنى لا تنفع ... هل أغدون يومًا وأمري مجمع٤

أي: قوى مجتمع٥، ومنها "القوس" لشدتها، واجتماع طرفيها, ومنها "الوقس" لابتداء الجرب، وذلك لأنه يجمع الجلد ويقحله٦، ومنها "الوَسْق" للحمل، وذلك لاجتماعه وشدته, ومنه استوسق الأمر أي اجتمع {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} ٧ أي: جمع،


١ كذا في أ، ج. وفي ش، ب. "الأمر".
٢ أورده في الجمهرة ١/ ٣٠٩ غير معزو.
٣ كذا في أ. وفي ش: "فأهمل", وفي أما هو أدنى إلى ما في ش.
٤ في النوادر ١٢٣. وبعده:
وتحت رحلي زفيان ميلع ... حرف إذا ما زجرت تبوّع
٥ كذا في أ. وفي ش، ب "مجمع".
٦ كذا في ب، أي: جعله قحلًا، أما وفي أ: "يحفيه" أي: يذهبه. وفي ج: "يخفيه". وفي ش: "يفلحه" وكأنه تحريف عن "يفحله".
٧ آية: ١٧، سورة الانشقاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>