للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها "السوق"، وذلك لأنه استحثاث وجمع للمسوق بعضه؛ وعليه قال١:

مستوسقات لو يجدن سائقًا٢

فهذا كقولك:

مجتمعاتٍ لو يجدن جامعًا

فإن شد شيء من شعب هذه الأصول عن عقده ظاهرًا رُدَّ بالتأويل إليه, وعطف بالملاطفة عليه. بل إذا كان هذا قد٣ يعرض في الأصل الواحد حتى يحتاج فيه إلى ما قلناه, كان فيما انتشرت أصوله بالتقديم والتأخير أولى باحتمال وأجدر بالتأوّل له.

ومن ذلك تقليب "س م ل " "س ل م " "م س ل " "م ل س " "ل م س " "ل س م " والمعنى الجامع لها المشتمل عليها الإصحاب والملاينة, ومنها الثوب السمل وهو الخلق. وذلك لأنه ليس عليه من الوبر والزئبر ما على الجديد. فاليد إذا مرَّت عليه للمس لم يستوقفها عنه جدَّة٤ المنسج ولا خشنة الملمس. والسمَل: الماء القليل؛ كأنه شيء قد أخْلَق وضعف عن قوة المضطرب, وجمة المرتكض, ولذلك قال:

حوضًا كأنَّ ماءه إذا عسل ... من آخر الليل رويزي سمل٥

وقال آخر:

ورّاد أسمال المياه السُدْم ... في أخريات الغبش المغمّ٦


١ أي: العجاج كما في اللسان في وسق.
٢ قبله:
إن لنا الإبلا حقائقًا
٣ كذا في ش، ب. وسقط في أ.
٤ كذا في ش، ب. وفي أ "حدة".
٥ قبله كما في اللسان في عسل عن ثعلب:
قد صبحت والظل غض ما زحل
كأنه يصف إلّا أوقطا وردت الماء، ويقال: عسل الماء إذا حركته الريح فاضطرب وارتفعت حبكه وطرائفه. والرويزي تصغير الرازي: المنسوب إلى الري. ويعني به ثوب أخضر يشبه الماء به.
٦ السدم: المتدفئة الغائرة، والغبش: الظلمة إذ يقبل الصباح, والمغم ذو الغيم, أو الذي يضيق الأنفاس من شدة الحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>