للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها السلامة. وذلك أن السليم ليس فيه عيب تقف النفس عليه, ولا يعترض عليها به. ومنها "المَسْل و"١ المَسَل والمَسِيل كله واحد, وذلك أن الماء لا يجري إلّا في مذهب له, وإمام منقاد به, ولو صادف حاجزًا٢ لإعتاقه فلم يجد متسرَّبا معه. ومنها الأملس والملساء. وذلك أنه لا اعتراض على الناظر فيه والمتصفح له. ومنها اللمس, وذلك أنه إن عارض اليد شيء حائل بينها وبين الملموس لم يصح هناك لمس؛ فإنما هو٣ إهواء باليد نحوه, ووصول منها إليه, لا حاجز ولا مانع, ولا بُدَّ مع اللمس من إمرار اليد وتحريكها على الملموس, ولو كان هناك حائل لاستوقفت به عنه. ومنه الملامسة {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} ٤ أي: جامعتم، وذلك أنه لا بُدَّ هناك من حركات واعتمال, وهذا واضح. فأما "ل س م " فمهمل, وعلى أنهم قد قالوا: نسمت الريح إذا مرَّت مرًّا سهلًا ضعيفًا, والنون أخت اللام, وسترى نحو ذلك.

" ومرَّ بنا أيضًا أَلْسَمْتُ الرجل حجته إذا لقَّنته وألزمته إياها. قال:

لا تُلْسِمَنَّ أبا عمران حُجَّته ... ولا تكوننَّ له عونًا على عمرا٥

فهذا من ذلك, أي: سهلتها وأوضحتها"٦.

واعلم أنا لا ندعي أن هذا مستمر في جميع اللغة, كما لا ندعي للاشتقاق الأصغر أنه في جميع اللغة. بل إذا كان ذلك "الذي هو"٧ في القسمة سدس هذا أو خمسه متعذرًا صعبًا, كان تطبيق هذا وإحاطته أصعب مذهبًا وأعز ملتمسًا٨. بل لو صحَّ


١ كذا في أ، ج. وسقط هذا في ش، ب. والمعنى الواحد الذي يأتي له هذه الألفاظ الثالثة هو مجرى الماء، وصاحب القاموس يجعل المسل في معنى السيلان، والخطب سهل.
٢ في ش بعد "حاجزًا": "أو جائزًا" وفي ب: "أو حائزًا".
٣ أي: اللمس.
٤ آية: ٦ سورة المائدة.
٥ "عمرًا" كذا في ب. وهو الموافق لما في اللسان في لسم, وفي ش: عمر، بكسر الراء.
٦ ما بين القوسين في ش، ب: وسقط في أ.
٧ كذا في أ، وفي ش، ب: "هو الذي".
٨ كذا في ش، ب. وفي أ: "ملبسًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>