للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا بزنته محقَّقًا١ في قولك: أأن زمّ أجمال. فأما روم الحركة فهي وإن كانت من هذا فإنما هي كالإهابة بالساكن نحو الحركة, وهو لذلك ضرب من المضارعة. وأخفَى منها الإشمام لأنه للعين لا للأذن. وقد دعاهم إيثار قرب الصوت إلى أن أخلوا بالإعراب فقال بعضهم:

وقال اضرب الساقين إمَّكَ هابِل٢

وهذا نحو "من"٣ الحمدُ لُلَّه والحمدِ لِله.

وجميع ما هذه حاله مما قُرِّب فيه الصوت من الصوت جارٍ مجرى الإدغام بما ذكرناه من التقريب, وإنما احتطنا له بهذه السمة التي هي الإدغام الصغير؛ لأن في هذا إيذانًا٤ بأن التقريب شامل للموضعين وأنه هو المراد المبغي في كلتا الجهتين, فاعرف ذلك.


١ كذا في ش، ب. وفي أ: "مخففًا".
٢ الشاهد فيه كسر الميم في إمِّك اتّباعًا لكسرة الهمزة. والإمّ لغة في الأم، وهذا إخلال بإعراب المبتدأ. ومن الناس من يرويه: "أضرب الساقين أمك" بضم النون في الساقين اتّباعًا لهمزة أمك. انظر تفسير القرطبي ١/ ١٣٦.
٣ كذا في أ، ج. وسقط في ش، ب.
٤ كذا في أ، ب. وفي ش: "أذانًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>