للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه القرمة وهي الفقرة تُحزّ على أنف البعير. وقريب منه قلَّمت أظفاري؛ لأن هذا انتقاص للظفر وذلك انتقاص للجلد. فالراء أخت اللام والعملان متقاربان. وعليه قالوا فيها: الجَرْفة وهي من "ج ر ف " وهي أخت جلفت لقلم إذا أخذت جُلْفته, وهذا من "ج ل ف "؛ وقريب منه الجنف وهو الميل, وإذا جَلَفت الشيء أو جرفته فقد أملته عمَّا كان عليه, وهذا من "ج ن ف ".

ومثله تركيب "ع ل م " في العلامة والعلم, وقالوا مع ذلك: بيضة عرماء وقطيع أعرم إذا كان فيهما سواد وبياض, وإذا وقع ذلك بأن أحد اللونين من صاحبه، فكان كل واحد منهما علمًا لصاحبه. وهو من "ع ر م", قال أبو وجزة السعدي:

ما زلن ينسبن وهنا كل صادقةٍ ... باتت تباشر عُرْمًا غير أزواجِ١

حتى سَلَكن الشوى منهن في مسكٍ ... من نسل جوابة الآفاقِ مهداج

ومن ذلك تركيب "ح م س " و "ح ب س ", قالوا: حبست الشيء, وحمس الشر إذا اشتد, والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازا, فكان ذلك كالشر يقع بينهما.


١ هذا البيت في اللسان، والحيوان ٥-٥٧٣، والبيتان في صفة حمير الوحش،
وقد وردن الماء ليلًا فأثرن القطا ... حتى وردنه وأدخلن أرجلهن فيه
وقوله: "وهنا" أي: حين أدبر الليل, ويريد بالصادقة: القطاة؛ لأن القطاة تصحيح: قطا قطا، وهو اسمها, فنسب إليها الصدق, وقيل: أصدق من قطاة. وقد وصفها بأن بيضها عرم غير أزواج، أفراد وكذلك بيض القطا. والشوى من الداية: البدان والرجلان، والمسك: ما يكون في رجل الدابة كالخلخال. وأراد بجوابة الآفاق المهداج: الريح الحنون. أراد أن الأتن أدخلن قوائمهن في الماء فصار الماء لأرجلهن وأيديهن كالمسك، ووصف أن هذا الماء ماء مطر ساقته الريح. وانظر اللسان في هدج ومسك، والبيت الأول في الحيوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>