للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أعرض للهلاك"١, ولذلك٢ ما يوصف بالتقدّم ويمدح به لهول مقامه وتعرّض راكبه. وقال محمد بن حبيب في الفرتَنَى الفاجرة: إنها من الفرات، وحكم بزيادة النون والألف, فهي٣ على هذا كقولهم٤ لها "هلوك". قال الهذلي٥:

السالك الثغرة اليقظان كالئها ... مَشْي الهلوك عليها الخيعل الفضل٦

وقياس مذهب سيبويه أن تكون "فرتنى" فعللى٧ رباعية كجحجبى٨, ومنه الفرات؛ لأنه الماء العذب, وإذا عذب الشيء ميل عليه ونيل منه, ألا ترى إلى قوله:

ممقرٌ مُرّ على أعدائه ... وعلى الأدنين حلو كالعسل٩

وقال الآخر ١٠:

تراهم يغمزون من استركوا ... ويجتنبون من صدق المصاعا١١

ومنه الفتور للضعف, والرفت للكسر والرديف؛ لأنه ليس له تمكّن الأول, ومنه الطفل للصبي لضعفه, والطفل للرخص, وهو ضد الشثن, والتفل للريح المكروهة, فهي منبوذة مطروحة. وينبغي أن تكون "الدفلى"١٢ من ذلك لضعفه عن صلابة النبع والسراء١٣ والتنضب، والشوْحَط. وقالوا: الدفر للنتن، وقالوا:


١ كذا في أ. وفي ش، ب: "ملك".
٢ كذا في أ، ب. وفي ش: "كذلك".
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "فهو".
٤ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "قولهم".
٥ هو المتنخل يرثي ابنه أثيلة. وانظر ديوان الهذليين "الدار" ٢/ ٣٤.
٦ الثغرة موضع المخافة، وكالئها: حافظها. والحيعل: ثوب يخاط أحد شقيه ويترك الآخر. والفل هو الحيعل ليس تحته إزار ولا سراويل. يقول: إن من شأنه سلوك موضع المخافة متمكنًا منها غير هياب, كما تمشي المرأة المتبخترة. وانظر الحرانة ٤/ ٢٨٨.
٧ كذا في أ، ب، ج. وفي ش: "فعلل". وهو خطأ.
٨ هم حي من الأنصار.
٩ قائله لبيد، وهو من قصيدة في مرثية أربد في الديوان. وأمقر الشيء: إذا كان مرًّا كالمقر وهو الصبر.
١٠ هو القطامي. والنظر الديوان ٤٠.
١١ استركوا: استضعفوا. والمصاع: المجالدة بالسيوف.
١٢ شجر مرٌّ أخضر يكون في الأودية.
١٣ كذا في أ، ب، ش، وفي ج: والشرا" وهو تصحيف. "والسراء" من كبار الشجر ينبت في الجبال وتتخذ منه القسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>