للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" ومن طريف ما مرَّ بي في هذه اللغة التي لا يكاد يعلم بُعْدُها, ولا يحاط بقاصيها, ازدحام الدال والتاء والطاء والراء واللام والنون إذا مازجتهن الفاء على التقديم والتأخير, فأكثر أحوالها ومجموع معانيها أنها للوهن والضعف ونحوهما"١.

من٢ ذلك "الدالف" للشيخ الضعيف, والشيء التالف والطليف٣، "والظليف"٤ المّجان٥, وليست له عصمة الثمين, والطنف لما أشرف خارجًا عن البناء, وهو إلى الضعف لأنه ليست له قوة الراكب الأساس٦, والأصل والنطف: العيب، "وهو إلى الضعف"٧، والدنف: المريض. ومنه "التنوفة"٨ وذلك لأن الفلاة إلى الهلاك, ألا تراهم يقولون لها: مهلكة, وكذلك قالوا لها: بيداء, فهي فعلاء من بادٍ يبيد. ومنه الترفة٩؛ لأنها إلى اللين والضعف, وعليه قالوا: الطرف؛ لأن طرف الشيء أضعف من قبله وأوسطه, قال الله سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} ١٠. وقال١١ الطائي الكبير:

كانت هي الوسط الممنوع فاستلبت ... ما حولها الخيل حتى أصبحت طرفا

ومنه "الفرد"؛ لأن المنفرد إلى الضعف والهلاك ما هو, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "المرء كثير بأخيه"١٢. والفارط المتقدّم, وإذا تقدَّم انفرد, وإذا انفرد


١ ما بين القوسين ساقط من أ.
٢ كذا في ب، ج. وفي أ: "ومن".
٣ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "اللطيف" وهو خطأ.
٤ كذا في ش، ب. وسقط في أ، ج. والظليف لغة في اللطيف. ويقال: ذهب به مجانًا وظليفًا وطليفًا إذا أخذه بغير عن.
٥ كذا في أ، ج. وفي ش، ب. "المحاز". وهو تحريف.
٦ كذا في أ. وفي ش, ب. "للأساس"، وفي ج: "على الأساس".
٧ كذا في أ. وفي ب: "وهو إلى الضعة والغض". وفي ش. "وهي الضعة والغض". وفي ج: "وهو إلى الضعة والنقص".
٨ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "الدنوفة" وهو تحريف.
٩ هي التنعم ولين العيش, وتقال الترفة أيضًا للطعام الطيب.
١٠ آية: ٤١، سورة الرعد.
١١ كذا في ش، ب، ج. وسقطت الواو في أ.
١٢ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن سهل بن سعد الساعدي. وانظر الجامع الصغير في حرف الميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>