للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: "أثور ما" فتحة الراء منه فتحة تركيب "ثور" مع "ما" بعده، كفتحة راء حضرموت ولو كانت فتحة إعراب لوجب التنوين لا محالة؛ لأنه مصروف. وبنيت "ما" مع الاسم, وهي مبقاة على حرفيتها كما بنيت "لا" مع النكرة, في نحو: لا رجل. ولو جعلت "ما" مع "ثور" اسمًا ضممت إليه "ثورًا" لوجب مدها؛ لأنها قد صارت اسمًا فقلت: أثور ماء أصيدكم. وكما١ أنك لو جعلت "حاميم" من قوله:

يذكرني حاميم والرمح شاجر٢

اسمين مضمومًا أحدهما إلى صاحبه لمددت "حا" فقلت: حاء ميم, ليصير كحضرموت.

ومثل٣ قوله: "أثور ما أصيدكم" في أنه اسم ضمَّ إلى حرف في قول أبي عثمان "ما أنشدناه أبو علي "٤:

ألا هيَّما مما لقيت وهيما ... وويحًا لمن لم يلق منهن ويحما


١ كذا في أ، م. وفي غيرهما: "كما".
٢ عجزه:
فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وهذا ينسب لشريح بن أرفى العبسي، وقيل: للأشتر النخعي. والضمير المرفوع في "يذكرني" لمحمد بن طلحة، قتله الأشتر أو سريح. وانظر اللسان "حمم". وفي طبقات ابن سعد ٥/ ٣٩, أن ذلك كان في وقعة الجمل، وأن في قاتله خلافًا، وأن قاتله قال:
وأشعث قوَّام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح جيب قميصه ... فخرَّ صريعًا لليدين والفم
يذكرني حم والرمح شارع ... فهلّا تلا حم قبل التقدم
على غير شيء أن ليس تابعًا ... عليًّا ومن لا يتبع الحق يندم
وقوله: "يذكرني حاميم" فذلك أن شعار شيعة علي -رضي الله عنه- كان حم. وانظر البخاري وشروحه في أول تفسير سور غافر.
٣ كذا في أ، م. وفي ش، ب: "مثله.
٤ سقط ما بين القوسين في ش، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>