للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسماء ما أسماء ليلة أدلجت ... إليّ وأصحابي بأي وأينما١

فكلام في "ويحما" هو الكلام في "أثور ما".

فأما قول الآخر:

وهل لي أمٌّ غيرها إن هجوتُها ... أبى الله إلّا أن أكون لها أبنما٢

فليس من هذا الضرب في شيء, وإنما هي ميم زيدت آخر ابن, وجرت قبلها حركة الإتباع, فصارت هذا ابنم, ورأيت ابنما ومررت بابنم. فجريان حركات الإعراب على الميم يدل على أنها ليست "ما". وإنما الميم في آخره كالميم في آخر ضرزم٣، ودقعم، ودردم٤.

وأخبرنا أبو علي أن أبا عثمان ذهب في قول الله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} ٥ إلى أنه جعل "مثل"٦ و"ما" اسمًا واحدًا, فبنى الأول على الفتح, وهما جميعًا عنده في موضع رفع لكونهما صفة ل"حق".

فإن قلت: فما موضع {أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} قيل: هو جرّ بإضافة "مثل ما"٨ إليه.


١ انظر ص١٨٢ من هذا الجزء.
٢ هذا من قصيدة للمتلمس يقول فيها:
يعيرني أمي رجال ولا أرى ... أخا كرم إلّا بأن يتكرَّما
ومن كان ذا عرض كريم ولم يصن ... له حسبًا كان اللئيم المذمَّمَا
وانظر مختارات ابن الشجري ٣٢، والخزانة ٤/ ٢١٤، ٢١٦، الأغاني ٢١/ ١٣٣، ١٣٧، والأصمعيات.
٣ يقال ناقة ضرزم: مسنة.
٤ انظر ص٥٣ من هذا الجزء.
٥ آية: ٢٣، سورة الذاريات.
٦ في ش، ب: "مثل ما".
٧ في ش، ب: "لكونها".
٨ في ش، ب: "مثل" ورسم في أ، م: "مثلما".

<<  <  ج: ص:  >  >>