للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجرى المدغم مجرى الحرف الواحد, نحو: نون مَثْنَّى إذا قلت: مَثْنِوَيّ, قال الشاعر ١:

حلفتُ يمينًا غير ذي مَثْنَوِيَّةٍ٢

ولأجل ذلك كان من قال: "هم قالوا" فاستخفَّ بحذف الواو, ولم يقل في "هن قلن" إلّا بالإتمام.

ولذلك كان الحرف المشدد إذا وقع رويًّا في الشعر المقيد خُفِّفَ, كما يسكن المتحرك إذا وقع رويًّا فيه. فالمشدد نحو قوله ٣:

أصحوت اليوم أم شاقتك هِرّ ... ومن الحب جنونٌ مستعرْ

فقابل براء "هرّ" راء "مستعرْ" وهي خفيفة أصلًا. وكذلك قوله ٤:

ففداء لبني قيس على ... ما أصاب الناس من سوء وضر

ما أقلّت قدمي إنهم ... نعم الساعون في الأمر المبر

وأمثاله كثيرة. والمتحرك "نحو قول رؤبة "٥:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق

ونحو ذلك مما كان مفردًا محركًا فأسكنه تقييد الروي.


١ سقط في ش، ج. وهو النابغة.
٢ عجزه:
ولا علم إلا حسن ظن بصاحب
٣ أي: طرفة. وهو مطلع القصيدة. وهرّ: اسم امرأة.
٤ أي: طرفة أيضًا في القصيدة السابقة، والأمر المبر: الغالب الذي يعجز الناس، وقوله: "قيس" في د، هـ: "عبس", والذي في الديوان الأول، وانظر ٤/ ١١.
٥ كذا في د. وفي هـ: "في قول رؤبة"، وفي ش: "نحو قوله".

<<  <  ج: ص:  >  >>