للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم غدوت غرضًا من فوري ... وقطقط البلة في شعيري١

يقذفني مور إلى ذي مور ... حتى إذا ورَّكت من أيبري٢

سواد ضيفيه إلى القصير ... رأت شحوبي وبذاذ شوري٣

وجردبت في سمل عفير ... راهبة تكنَّى بأم الخير٤

جافية معوى ملاث الكور ... تتحزم فوق الثوب بالزنير٥


١ غرضًا أي: قلقًا. وفي د، هـ، ز: "حرصًا" وهو محرّف عن "حرضًا" وهو المريض، والقطقط: صغار البرد -بفتح الراء- وهو المطر المتفرق، وانظر اللسان "بلل" ففيه الشطر الأخير.
٢ المور: الطريق. وقوله: "ذي مور" فكأنه "ذي" ملغاة في التقدير، وكأنه قال: إلى مور. وقوله: "أييرى" تصغير الأير، وهو الذكر. وقوله: "من أييري" كذا في اللسان, "ورك" إذ جاء هذا الشطر والشطران بعده. وفي نسخ الخصائص: "في أبيري". وورد في اللسان "ضوف" "أتير" وهو تصحيف, ويقال: ورك الشيء: جعله حيال وركه.
٣ الضيف في الأصل: جانب الوادي، استعارة للذكر، وسواد الضيفين كأنه يريد شخص الذكر ومعظمه, وقد قرأها من نسخ من ش: "سواء" أي: وسط. وهو قريب من "سواد", فإن سواد الشيء شخصه ومعظمه, والقصير تصغير القصر, وهو مع القصرة لأصل العنق. وقد جمع القصرة وما حولها فأتى بلفظ الجمع. والبذاذ: سوء الحالة ورثاثتها. والشور: الزينة. وقوله: "شحوبي" كذا في ش واللسان، وفي د، هـ، ز: "شجوني".
٤ جردبت: أي بخلت بالطعام. والجردبة في الطعام أن يستر ما بين يديه في الطعام بشمال لئلّا يتناوله غيره. والسمل: الخلق من الثياب. وعفير: كأنه تصغير أعفر, على تصغير الترخيم, أي: مصبوغ بصبغ بين البياض والحمرة. وانظر اللسان "عفر".
٥ ورد الشطر الأول في اللسان "كور". والمعوي: مكان العي, وهو الليّ والعطف والثنى. يقال: عوى الشيء يعويه، والملاث كذلك من اللوث, يقال: كار العمامة لفهاولواها. وكأنه يصف غطاء رأسها، وأنها قلقه على رأسها, لفة جافية: غير رقيقة, والزنير لغة في الزنار. وهو ما يلبسه النصراني يشده في وسطه, وقد ورد الشطر وما بعده في اللسان "زنر".

<<  <  ج: ص:  >  >>