للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان ذلك منه تجشمًا وصنعة لتحامي غير المصغَّر ليتمَّ له غرضه، ولا ينتقض عليه ما اعتزمه.

وكذلك ما أنشده الأصمعي من قول الآخر:

قالوا ارتحل فاخطب فقلت هلَّا ... إذ أنا روقاي معًا ما انفلاَ١

وإذ أؤل المشي ألْا ألَّا ... وإذ أنا أرى ثوب الصبا رفلاَ٢

علي أحوي نديًّا مخضلّا ... حتى إذا ثوب الشباب ولَّى

وانضمَّ بدن الشيخ واسمألَّا ... وانشنج العلباء فاقفعلّا٣

مثل نضي السقم حين بلّا ... وحرّ صدر الشيخ حتى صلّا٤

على حبيب بان إذ تولَّى ... غادر شغلًا شاغلًا وولَّى٥

قلت تعلق فيلقًا هوجلّا ... عجاجة هجاجة٦ تألَّى


١ روقاي: قرناي, والانفلال: الائتلام, يريد: قوة الشباب واجتماع أسباب الحمية والأنفة، وضرب الروقن مثلًا لأنَّ الحيوان يدفع بهما.
٢ أوّل المشي: أسرع فيه واهتز, ويقال: ثوب رفل: طويل. وأصل ذلك في الفرس الرفل، وهو الطويل الذيل.
٣ البدن مصدر بدن, وبدن من بابي كرم ونصر إذا سمن. ويريد به هنا: الشحم الذي به يكون سمينًا، وانضمامه: تقبضه ونقصه، يريد هزاله. واسمألّ: ضمر. وانشنج: تقبض, والعلباء: عصب العتق. واقفعل: يبس من الكبر. وقد ورد الشطر الأول في اللسان في "بدن"، والشطر الأخير مع ما بعده في "نضا".
٤ "نضي" كذا في د، هـ، ز. وفي ش: "بطيّ", والنضي: الذي أبلاه السفر. ويقال: بلّ من عرضه: شفى ونجا. وحر صدره: اشتدت حرارته وصلا الألف فيه للإطلاق، يقال: صل صليلًا: صوت.
٥ كأنه يريد بالحبيب المولى الشباب.
٦ الفيلق: الصخابة، والهوجل: المرأة الفاجرة، وشدده إجراء للوصل مجرى الوقف. والعجاجة: الصياحة. والهجاجة: الحمقاء، ويقال لذكر أيضًا، وهو الوارد في المعاجم، وتألَّى أصله تتألَّى, أي: تقسم. والمقسم عليه ما يأتي في البيت بعد. وقوله: "قلت تعلق" البيت جواب قوله قبل: "إذا ثوب الشباب ولّى" وورد البيت في اللسان في "فلق".

<<  <  ج: ص:  >  >>