للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لست بها لركبها تعلَّه ... إلّا نجاء الناجيات الجلّهْ١

على هبلِّ أو على هِبِلَّهْ ... ذات هباب جسرة شملّه٢

ناجية في الخرق مشمعلّهْ ... تنسلُّ بعد العقب المكلّه٣

مثل انسلال العضب من ذي الخلَّه ... وكاشح رقيت منه صلّه٤

بالصفح عن هفوته والزلَّه ... حتى استللت ضغنه وغلّه٥

وطامح ذي نخوة مدلّه ... حملته على شباة ألّه٦

ولم أملَّ الشر حتى ملَّه ... وشنج الراحة مقفعلَّه٧

ما إن تبضّ كفه ببلّه ... أفاد دثرًا بعد طول خلّه٨

وصار ربَّ إبل وثلَّه ... لما ذممت دقه وجلّه٩

تركته ترك ظبيٍّ ظلّه ... ومعشر صيد ذوي تجلّه

ترى عليهم للندى أدلّه ... سماؤهم بالخير مستهلّه


١ الجملة: المسانّ. واحدها جليل؛ كصبي وصبية.
٢ الهباب: النشاط، والجمرة: الماضية.
٣ الخرق: القفر والأرض الواسعة تتحرق فيها الرياح، والمشمعلة: النشيطة، والعقب: جمع العقبة، وهي النوبة، ويراد بها مسافة من السير.
٤ العضب: السيف، وذو الخلة: الغمد. والخلة: بطانة يغشى بها الغمد. والكاشح: مضمر العداوة، وصله: حقده وبغضته، وأصل الصل للجية لا تنفع فيها الرقبة.
٥ في د، هـ، ز: "امتألت" ولم يظهر وجهها.
٦ الآلة: الحربة. وشباتها: حدّها.
٧ شنج الراحة: منقبضها. وهذا كناية عن البخل. والانفعلال: البيس. و"مقفعلة" كأنه حال من الراحة أي: حال كونها مقفعلة، وقد يكون وصف "شنج الراحة", فالأصل: "مقفعلة" بهاء الضمير في آخره، وهو يعود على الراحة على تأويلها بمذكر كالعضوء.
٨ البلة: الخير والرزق. والدثر: المال الكثير، والخلة: الحاجة.
٩ الثلة: القطعة من الغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>