للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوفى بهم دهر على مزلّه ... ثم تلفّاهم بمصمئلّه١

فبدّلت كثرتهم بقلّه ... وأعقبت عزتهم بذلّه

وغادروني بعدهم ذا غلَّه ... أبكيهم بعبرة منهلّه

ثم صبرت واعتصمت بالله ... نفسًا بحمل العبء مستقلَّه٢

ودول الأيام مضمحلّه ... يشعبها ما يشعب الجبلّه

تتابع الأيام والأهلًّه

وأنشدنا أبو علي:

شلَّت يدًا قارية فرتها ... وفقئت عين التي أرتها٣

مسك شبوب ثم وفَّرتها ... لو خافت النزع لأصغرتها٤

فلزم التاء والراء، وليست واحدة منهما بلازمة. والقطعة هائية لسكون ما قبل الهاء, والساكن لا وصل له. ويجوز مع هذه القوافي ذرها٥ ودعها.

وأنشد ابن الأعرابي ليزيد بن الأعور الشنيّ وكان أكرى بعيرًا له, فحمل عليه محملان أوّل ما علمت المحامل. وهو٧ قوله:


١ المزلة -بفتح الزاي وكسرها- موضع الزلل: والمصمئلة: الداهية.
٢ تقرأ "بالله" باختلاس فتحة اللام في لفظ الجلالة.
٣ فرشها: قدرتها وعملها. وهو حديث عن دلو من جلد، وانظر اللسان "فرى".
٤ الشبوب: الشاب من الثيران، ومسكه: جلده، ويقال: أصغر القربة: خرزها صغيرة، و"مسك شبوب" مفعول "أرتها" قبله. ويقال: "وفر المزاد إذا لم يقطع من أديمها فضلته, يدعو على المرأة التي أرت الخارزة مسك الشوب, فعملت منه الدلو التي يستقي بها: وينزع من البئر.
٥ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "خذها"، وهذا على أن الرويّ الهاء، وهذا مذهب المتقدمين، ويرى بعض العروضين أن الرويّ التاء، فلا يجوز حذفها ونحوه. وانظر مقدمة اللزوميات للمعري.
٦ المحمل -بزنة مجلس ومقود- شقان على البعير، يركب في كل شقٍّ راكب يكون عديلًا للآخر. وقد عملت في زمن الحجاج الثقفي, ونسبت إليه. وانظر اللسان "حمل".
٧ كذا في ش. وفي د، ز: "هي".

<<  <  ج: ص:  >  >>