للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما رأيت محمليه أنَّا ... مخدّرين كدت أن أجنَّا١

قرّبت مثل العلم المبنَّى ... لا فاني السنِّ وقد أسنَّا٢

ضخم الملاط سبطًا عبنَّا ... يطرح بالطرف هُنَا وهَنّا٣

وافتنَّ من شأو النشاط فنَّا ... يدقّ حنو القتب المحنَّى٥

إذا علا صوَّانة أرنَّا ... يرمعها والجندل الأغنَّا٦

ضخم الجفور سهبلًا رفنَّا ... وفي الهباب سدمًا معنَّى٧

كأنما صريفه إذ طنَّا ... في الضالتين أخطبانٌ غنَّى٨


١ "أنا" من الأنين، يريد أنهما صوتًا, وجاء في آخر اللسان "هنا": "هنا" بدل "أنا", وهو ظرف في معنى "هنا", والمفعول الثاني على عدَّ هو "مخدرين". و"مخدرين" أي: عليهما حدور وستور.
٢ العلم: القصر، والمبني: المبني, شبه بعيه بالقصر المبني, وقد أورد صاحب اللسان البيت في "بنى" وفسره.
٣ يقال: جمل عين: ضخم، والملاط: الجنب.
٤ المسحل والمثبَّى: ضربان من الحبال، فالمسحل: الحبل يفتل وحده، وكأن المثنى ما يفتل مرتين.
٥ المحنَّى: وصف من حنى الشيء: حناه وعطفه. وورد الشطر الأخير والشرط الذي بعده في اللسان "حنى"، وحنوه: ما أعوج منه.
٦ الصوّانة: ضرب من الحجارة شديد، وجمعه صوّان. وفي اللسان "حنا"، وز "صوانه". واليرمع: حجارة رخوة, وقد استعمل "أرن" متعدية، أي: جعل اليرمع والجندل يرن ويصبح.
٧ الجفور: جمع جفرة -بضم الجيم- وهو جوف الصدر. وجفرة الفرس: وسطه، والمعروف جمع الجفرة على جفر وجفار. والسهيل: الجرئ. وفي: ز، "سجلّا" وهو الضخم. والرفن: الطويل الذيل، وهو مبدل من الرفل، والسدم: الهائج. والمعنى: الذي حبس ومنع الضراب، فهو أقوى له.
٨ الضالتان: تتنيه الضالة، وهي ضرب من الشجر، والأخطبان: طائره, وقوله: "في الضالتين" متعلق بقوله: "عنى", ويقرب من هذا قول بشر في الأخطب:
إذا أرقلت كأن أخطب ضالة ... على خدب الأنياب لم يتئلم
وانظر التكملة للصاغاني "خدب".

<<  <  ج: ص:  >  >>