للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمسوا فقادوهنّ نحو الميطاء ... بمائتين بغلاء الغلاء١

أوفيته الزرع وفوق الإيفاء ... قد فزّعوا غلمانها بالإيصاء٢

مخافة السبق وجدّ الأنباء ... فلحقت أكبادهم بالأحشاء

باتت وباتوا كبلايا الأبلاء ... مطلنفئين عندها كالأطلاء٣

لا تطعم العيون نوم الإغفاء ... حتى إذا شقّ بهيم الظلماء

وساق ليلًا مرجحنّ الأثناء ... غبره مثل حداء الحداء٤

وزقت الديك بصوت زقاء ... ثمت أجلين وفوق الإجلاء٥


١ الميطاء: الأرض المنخفضة. وهو هنا يصف حلبة الخيل، وقد كان الميطاء مضمارًا لها. وقوله: بمائتين" أي: بمائتي غلوة، وهي مقدار رمية سهم. والغلاء: أن يرفع يديه بالسهم يرميه ليبلغ أقصى الغاية، الغلا بعيد الغلوّ بالسهم. يريد أن المسافة التي أعدت لجري الخيل كانت مائتي غلوة. وورد الشطر الأول في اللسان "وطأ" والشطران فيه في "غلا".
٢ "أوفينه الزرع" كذا في اللسان "وفي". وفي ش: "أوفيت الزرع" وفي ز: "أوفيت الدرع" وكأنَّ الزرع يراد به تربيته وإنياته والقيام عليه، ويبدو إن صح هذا أن هذا الشطر محله بعد قوله: "مقفى على الحيّ...." وأنه زحزح عن مكانه، وقوله: "قد فزعوا غلمانها بالإيصاء" أو إن أصحاب خبل السباق أوصوا الغلمان الموكلين بها أن يعنوا بها هذه الليلة ويعدوها للغد. وقوله: "فزعوا" كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "فزقوا", وهو من الفرق -بالتحريك- بمعنى "فزعوا"، وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه: أبا لله تفرقني. وانظر اللسان "فرق".
٣ البلايا: جمع البلية, وهي الراحلة التي أعيت وصارت نضوا هالكًا. والأبلاء: جمع البلور وهي التي أبلاها للسفر وأهزلها. وكأنَّ الإضافة للمبالغة، كما يقال: عابد العابدين. وتطلق البلية أيضًا على الناقة التي كانت تعقل في الجاهلية عند قبر صاحبها لا تعلف ولا تسقى حتى تموت، كانوا يقولون: إن صاحبها يحشر عليها، ويقال: أطلنفأ لزق بالأرض, أو استلقى على ظهره. والأطلاء جمع الطلا، وهو الولد من ذوات الحف أو الظلف. وورد الشطران في اللسان "بلا".
٤ أرجحنّ: مال. وليل مرجحن: ثقيل واسع. وغير الليل: آخره.
٥ أنث فعل الديك على إرادة الدجاجة. وانظر اللسان "ديك".

<<  <  ج: ص:  >  >>