للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم إلا زيدًا, فقد نابت "إلا " عن "أستثني ", وهي١ فعل وفاعل. وإذا قلت: قام زيد وعمرو, فقد نابت الواو عن "أعطف"٢, وإذا قلت: ليت لي مالًا, فقد نابت "ليت" عن "أتمنى".

وإذا قلت: هل قام أخوك, فقد نابت " هل " عن "أستفهم". وإذا قلت: ليس زيد بقائم, فقد نابت الباء عن "حقًّا" و"البتة"، و"غير ذي شك". وإذا قلت: "فيما نقضهم ميثاقهم" فكأنك قلت: فبنقضهم ميثاقهم, فكأنك قلت: فبنقضهم ميثاقهم فعلنا كذا حقًّا أو يقينًا. وإذا قلت: أمسكت بالحبل, فقد نابت الباء عن قولك٣: أمسكته مباشرًا له وملاصقة٤ يدي له٥. وإذا قلت: أكلت من الطعام, فقد نابت "من " عن البعض, أي: أكلت بعض الطعام. وكذلك بقية ما لم نسمه.

فإذا كانت هذه الحروف نوائب عمَّا هو أكثر منها من الجمل وغيرها لم يجز من بعد ذا أن تتخرّق٦ عليها, فتنتهكها وتجحف بها.

ولأجل ما ذكرنا: من إرادة الاختصار بها لم يجز أن تعمل في شيء من الفضلات: الظرف والحال والتمييز والاستثناء وغير ذلك, وعلته أنهم قد أنابوها عن الكلام الطويل لضرب٧ من الاختصار؛ فلو ذهبوا يعملونها فيما بعد لنقضوا ما أجمعوه, وتراجعوا عمَّا اعتزموه.


١ في د، هـ، ز: "هما".
٢ كذا في د، هـ، ز، والأشباه. وفي ش: "العطف".
٣ سقط في ش.
٤ في ش: "ملاصقًا".
٥ في ش: "به".
٦ في ش رسمت هذه الكلمة "تنخرق" من الانخراق، وفي ز، هـ: "تخرق" وفي د: "تخرف". وكأن "تنخرق" محرفة عن "نتخرق" أو تتخرق"، وكأن الأولى معناها ارتكاب الخرق ومجانبة الرفق، والتمزق يدور معناه على الضيق والضغط، وفي ج: "تحيف", وهي واضحة.
٧ في ش: "بضرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>