للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلهذا لا يجوز ما زيد أخوك قائمًا, على ان تجعل "قائمًا" حالًا منك, أي: أنفي هذا في حال قيامي, ولا حالًا من "زيد", أي: أنفي هذا عن زيد في حال قيامه. ولا هل زيد أخوك يوم الجمعة, على أن تجعل يوم الجمعة ظرفًا لما دلت عليه "هل" من معنى الاستفهام.

فإن قلت: فقد أجازوا ليت زيدًا أخوك قائمًا, ونحو ذلك, فنصبوه١ بما في ليت من معنى التمني, وقال النابغة:

كأنه خارجًا من جنب صفحته ... سفود شرب نسوه عند مفتأد٢

فنصب "خارجًا" على الحال, بما في "كأن" من معنى التشبيه, وأنشد أبو زيد:

كأنَّ دريئة لما التقينا ... لنصل السيف مجتمع الصداع٣

فأعمل معنى التشبيه في "كأن" في الظرف الزماني الذي هو "لما التقينا".

قيل: إنما جاز ذلك في "ليت " و "كأن "٤ لما اجتمع فيهما: وهو أن كل واحدة منهما فيها معنى الفعل "من التمني"٥ والتشبيه, "وأيضًا"٦ فكل "واحدة"٧ منهما


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "ونصبوه".
٢ من قصيدته في مدح النعمان والاعتذار له عمَّا بلغه عنه. ومطلعها:
يا درامية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليا سالف الأمد
والحديث عن الثور الوحشي الذي أنشب مدراه "قرنه" في كلب الصيد, فقوله: "كأنه" أي: المدري" يشبه المدري بسفود منسيّ عند مقتأد, أي: موضع قار. والسفود: الحديدة التي يشوى عليها اللحم. وانظر الخزانة ١/ ٥٢١.
٣ هو لمرداس بن حصين. والدريئة: حلقه يتعلم عليها الطعن، ومجتمع الصداع الرأس. يذكر أنه حين لقي قرنه في القتال أنحى عليه بضرب السيف تعمّ رأسه، حتى كأن رأسه إذ يتردَّد عليه السيف "دريئة". وترى ابن جني يروي "كأن" التشبيهية. والذي في نوادر أبي زيد ص: "فكانَّ" بفاء العطف و"كان" الناقصة. وهذه الرواية تتسِقُ مع سابق الشعر. وانظر في النوادر.
٤ في د، هـ، ز: "كأني".
٥ في د، هـ، ز: "والتمني".
٦ ما بين القوسين سقط في د، هـ، ز.
٧ سقط في ز.

<<  <  ج: ص:  >  >>