للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد أولاهم، و {يَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} ١ و {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} ٢ كتبت في المصحف بلا واو للوقف عليها كذلك. وقد حذفت الألف في نحو ذلك, قال رؤبة:

وصَّاني العجاج فيما وصني٣

يريد: فيما وصاني. وذهب أبو عثمان في قول الله -عز اسمه: "يَا أَبَتَ"٤ إلى أنه أراد يا أبتاه, وحذف الألف. ومن أبيات الكتاب قول لبيد:

رهط مرجوم ورهط ابن المعلّّ٥

يريد المعلّي, وحكى٦ أبو عبيدة وأبو الحسن وقطرب وغيرهم رأيت فرج, ونحو ذلك. فإذا كانت هذه الحروف تتساقط وتهي عن حفظ أنفسها وتحمل٧ خواصَّها وعواني٨ ذواتها, فكيف بها إذا جُشِّمت احتمال الحركات النّيفات على مقصور صورها.

نعم وقد أعرب بهذه الصور٩ أنفسها, كما يعرب بالحركات التي هي أبعاضها. وذلك في باب أخوك وأبوك, وهناك وفاك, وحميك وهنيك, والزيدان والزيدون


١ آية: ٢٤، سورة الشورى.
٢ آية ١٨، سورة العلق.
٣ انظر الديوان ١٨٧.
٤ ورد في عدّة سور. ومن ذلك في سورة يوسف آيتا ٤، ١٠, والمعنى هنا القرءة بفتح تاء أبت, وهي قراءة ابن عامر وأبي جعر والأعرج وقراءة الجمهور كسر التاء.
٥ قبله:
وقبيل من لكيز شاهد
لكيز من عبد القيس, ومرجوم من أشرافهم واسمه عامر بن مرّ, وابن المعلَّى جد الجارود بن بشير ابن عمرو بن المعلّى من عبد القيس, وقد نسب هذا البيت في التاج "رجم" إلى لبيد كما هنا، ولا يوجد في قصيدته اللامية التي على هذا الروي في ديوانه. انظر الكتاب ٢/ ٢٩١.
٦ انظر في هذه اللغة ص٩٩ من هذا الجزء.
٧ في د، هـ، ز: "عمل" وهو تحريف.
٨ أي: ذواتها العواني, أي: الضعيفات، يقال: النساء عوان, أي: ضعيفات أو مأسورات عند أزواجهن.
٩ في د، هـ، ز: "الحروف".

<<  <  ج: ص:  >  >>