للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك ما لحق بالرباعي من نحو: الحوقلة والبيطرة والجهورة والسلقاة. كأنها عوض من ألف حيقال وبيطار وجهوار وسلقاء.

ومن ذلك قول التغلبي ١:

متى كنَّا لأمك مقتوينا٢

والواحد مقتويّ وهو منسوب إلى مقتي وهو مفعل من القَتْو وهو الخدمة؛ قال:

إني امرؤ من بني خزيمة لا ... أحسن قتو الملوك والحفدا٣

فكان٤ قياسه إذا جمع أن يقال: مقتويون ومقتويين, كما أنه إذا جمع بصري وكوفي قيل: كوفيون وبصريون, ونحو ذلك, إلا إنه جعل علم الجمع معاقبًا لياءي الإضافة, فصحت اللام لنية الإضافة, كما تصح معها. ولولا ذلك لوجب حذفها لالتقاء الساكنين, وأن يقال: مقْتَوْن ومقْتَيْن, كما يقال: هم الأعلَوْن وهم المصطَفَوْن, قال الله سبحانه: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} ٥ وقال عز اسمه:


١ أي: عمرو بن كلثوم صاحب المعلقة.
٢ صدره:
تهدنا وأوعدنا رويدًا
وهو من معلقته.
٣ الحفد: الخدمة، ويكون أيضًا لضرب من السير. وفي رواية اللسان "قتو": "الخببا" بدل "الحفدا", والحفد أصله السكون فحرك للوزن، كما قال رؤبة:
وقائم الأعماق خاوي المحترق ... مشتبه الأعماق لماع الخفق
فالخفق أصله الخفْق بالسكون فحرك لاستقامة الشعر. وانظر الجمهرة ٢-٢٧، وقد تقدَّم هذا في ص١٠٦ من هذا الجزء.
٤ في د، هـ، ز: "وكان".
٥ آية: ١٣٩، سورة آل عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>