للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله ما أنشده أيضًا في قول الشاعر:

أسلمتموها فباتت غير طاهرة ... منى الرجال على الفخذين كالموم١

فكسر مِنيّا على مُنْى, ولا يقاس عليه. وإنما ذكرناه لئلّا يجيء به جاءٍ فترى أنه كسر للباب.

ومن حركات٢ الإتباع قولهم: أنا أجوءك وانبؤك, وهو مُنْحُدُر من الجبل, ومِنْتن ومِغِيرة, ونحو "من ذلك"٣ باب شِعير ورِغيف, وبِعير والزِئير, والجنة لمن خاف وعيد الله. وشبهت٤ القاف بالخاء لقربها منها فيما حكاه أبو الحسن من قولهم: النِقِيذ كما شبِّهت الخاء٥ والغين بحروف الفم حتى أخفيت النون معهما في بعض اللغات, كما تخفى مع حروف الفم. وهذا في فَعيل مما عينه حلقية مطّرد. وكذلك، فَعِل نحو: نَغِر٦ ومِحك جئز٧ وضحك، و {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} ٨. وقريب من ذلك الحمدُ للهُ, والحمدِ للهِ, وقِتِّلوا وفِتِّحوا, وقوله ٩:

تدافُعَ الشِيبِ ولم تِقِتّل١٠


١ من أبيات لحسان يهجو بها بني المغيرة بن مخزوم, وقبله:
هلا منعتم من المخزانة أمكم ... عند الثنية من عمرو بن يحموم
ورواية الديوان: "ماء الرجال" والموم: الشمع.
٢ انظر في هذا الأمثلة الكتاب ٢/ ٢٥٥ وما بعدها. وانظر أيضًا ص١٤٥ من هذا الجزء.
٣ كذا في ز،. وفي ش: "قولك".
٤ انظر ص٣٦٦ من الجزء الأول.
٥ في ش: "الحاء".
٦ يقال: رجل نغر: يغلي صدره من الغيرة، وفي الكتاب ٢/ ٢٥٥: "غير نعر" والنعر: الذي تدخل النعر - على وزن لمزة- في أنفه, وهي ذباب أزرق العين.
٧ يقال: جئز بالماء - من باب فرح- فهو جئز: غصّ به.
٨ آية ٥٨ سورة النساء.
٩ أي: أبا النجم. وانظر الخزانة ١/ ٤٠١, والفوائد الأدبية ٦٦.
١٠ من أرجوزته الطويلة, وقبله في وصف الإبل:
تثير أيديها عجاج القسطل ... إذ عصبت بالعطن المغربل
عصبت: دارت وأحاطت. والعطن: مبرك الأبل عند الماء. والمغربل لكثيرة الحركة عنده، وقوله: "تدافع الشيب" أي أن هذه الإبل تتزاحم كما يتزاحم الشيوخ, وهم لحلمهم يتجنبون القتال. فلذلك قال: "ولم تقتل"، وأصله: لم تقتتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>