للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قول الآخر:

علّمنا أخوالنا بنو عِجِلْ ... الشغزبي واعتقالًا بالرجِلْ١

فيكون إتباعًا ويكون نقلًا. وقول طرفة:

. . . . . . . . . ورادًا وشقر٢

ينبغي أن يكون إتباعًا, يدلك على ذلك أنه تكسير أشقر وشقراء, وهذا قد يجيء فيه المعتل اللام "نحو: قُنْو٣ وعُشْو وظُمْى وعُمْى, ولو كان أصله فُعُلا لما جاء في المعتل٤"؛ ألا ترى أن ما كان من تكسير فَعِيل وفَعُول وفَعالِ وفِعالٍ, مما لامه معتلة لا يأتي على فُعُل. فلذلك لم يقولوا في كِساءِ: كُسْوٌ, ولا في رِداء: رُدْيٌ, ولا في٥ صبيّ: صُبْوٌ, ولا نحو ذلك؛ لأن أصله فُعُل. وهي اللغة الحجازية القويّة. وقد جاء شيء من ذلك شاذًّا, وهو ما٦ حكاه من قولهم: ثنيّ وثُنٍ. وأنشد الفراء:

فلو ترى فيهن سر العتق ... بين كماتيّ وحوّ بلق٧

"فهذا جمع فلوّ"٨ وكلا ذينك شاذّ.


١ في العيني على هامش الخزانة ٤/ ٥٦٧ أن أبا عمرو سمع أبا سرار الغنوي ينشد هذا البيت. وانظر النوادر ٣٠. والثغزبي: ضرب من المصارعة.
٢ قبله مع تمام بينه:
نمسك الخيل على مكروهها ... حين لا يمسكها إلا الصبر
حين نادى الحي لما فزعوا ... ودعا الداعي وقد لجّ الذعر
أيها الفتيان في مجلسنا ... جرّدوا منها وروادًا وشقر
وترى الحديث عن الخيل. والوراد جمع المورد، وهو الأحمر كلون الورد, وقوله: "جردوا" أي: ألقوا عنها الجلال وأسرجوها؛ ليركبها الفرسان. وانظر الديوان ٧٠.
٣ جمع أقنى وقنوا: وصفان من قنا الأنف، وهو ارتفاع أعلاه واحد يداب وسطه.
٤ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٥ سقط في ش.
٦ كأنه يريد سيبويه, وفي الكتاب ٢/ ٢٠٨: "ومثل ذل من بنات الياء ثني وثن".
٧ الفلق جمع الفلق, والفلو: المهر الصغير. والكماني جمع الأكمت في معنى الكميت وإن لم يلفظ بلواحد، وهو الأحمر، والعتق: كرم الأصل، والحق: العمودة.
٨ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.

<<  <  ج: ص:  >  >>