للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما قولهم: لرمُوَ الرجل فإنه لا يصرف ولا يفارق موضعه هذا, كما لا يتصرف نعم وبئس, فاحتمل ذلك١ فيه لجموده عليه, وأمنهم تعدّيه إلى غيره. وكذلك احتمل هيؤ الرجل ولم يعل؛ لأنه لا يتصرف لمضارعته بالمبالغة فيه باب التعجب ونعم وبئس, ولو صرّف للزم إعلاله وأن يقال ٢: هاء يهوء وأهوء وتهوء ونهوء, وهما يهوءان, وهم يهوءون, ونحو ذلك, فلمَّا لم يتصرف لحق بصحة الأسماء, فكما صحَّ نحو: القود والحوكة والصيد والغيب, كذلك صحّ هيؤ الرجل -فاعرفه٣- كما صحَّ ما أطوله وما٤ أبيعه, ونحو ذلك.

ومما لا يراجع من الأصول باب افتعل إذا كانت فاؤه صادًا أو ضادًا أو طاء أو ظاء, فإن تاءه تبدل٥ طاء نحو: اصطبر واضطرب٦ واطرد واظطلم٧. وكذلك إن كانت فاؤه دالًا أو "ذالًا"٨ أو زايًا, فإن تاءه تبدل دالًا. وذلك نحو قولك٨: أدلج وادكر وازدان, فلا٩ يجوز خروج هذه التاء على أصلها. ولم يأت ذلك في نثر ولا نظم. فأما ما حكاه خلف -فيما أخبرنا به أبو علي- من قول١٠ بعضهم: التقطت النوى واشتقطته واضتقطته, فقد يجوز أن تكون الضاد بدلًا من الشين في اشتقطته. نعم ويجوز أن تكون بدلًا من اللام في التقطته, فيترك إبدال التاء طاء مع الضاد ليكون ذلك إيذانًا بأنها بدل من اللام أو الشين, فتصح التاء مع الضاد, كما صحت مع ما الضاد بدل منه. ونظير ذلك قول بعضهم ١١:


١ سقط في د، هـ، ز.
٢ في ز: "أن" بدون حرف العطف.
٣ في د، هـ، ز: "فاعرف ذلك".
٤ سقط "ما" في ز.
٥ في د، هـ، ز: "تقلب".
٦ سقط في ش.
٧ في ش: "أظلم", وفي ز: "إذ ظلم" وهو خطأ.
٨ سقط في ش.
٩ في د، هـ، ز: "ولا".
١٠ انظر ص٢٦٤، من الجزء الأول.
١١ انظر ص٢٦٤ من الجزء الأول، وانظر أيضًا تهذيب الألفاظ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>