للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رب أباز من العفر صدع ... تقبض الذئب إليه واجتمع

لما رأى أن لادعه ولا شبع ... مال إلى أرطاة حقف فالطجع

فأبدل لام الطجع من الضاد, وأقر الطاء بحالها مع اللام؛ ليكون ذلك دليلًا على أنها بدل من الضاد. وهذا كصحة عور؛ لأنه بمعنى ما تجب صحته وهو اعورَّ. وقد مضى ذلك.

ومن ذلك امتناعهم من تصحيح الواو الساكنة بعد الكسرة, ومن تصحيح الياء الساكنة بعد الضمة. فأما قراءة أبي عمرو: "يَا صَالِحُ ايتِنَا"١ بتصحيح الياء بعد ضمة الحاء فلا يلزمه عليها٢ أن يقول: يا غلام اوجل. والفرق بينهما أن صحة الياء في "يَا صَالِحُ ائْتِنَا" بعد الضمة له نظير وهو قولهم: قيل وبيع, فحمل المنفصل على المتصل, وليس في كلامهم واو ساكنة صحَّت بعد كسرة, فيجوز قياسًا عليه يا غلام اوجل.

فإن قلت: فإن الضمة في٣ نحو: قيل وبيع لا٤ تصح؛ لأنها إشمام ضمّ للكسرة, والكسرة في "يا غلام اوجل" كسرة صريحة٥. فهذا فرق.

قيل: الضمة في حاء "يا صالحُ" ضمة بناء فأشبهت ضمة "قيل" من حيث كانت بناء, وليس لقولك: "يا غلام اوجل" شبيه فيحمل هذا٦ عليه, لا كسرة صريحة ولا كسرة مشوبة. فأما تفاوت ما بين الحركتين في كون إحداهما ضمة صريحة والأخرى ضمة غير صريحة, فأمر تغتفر العرب ما هو أعلى وأظهر منه. وذلك أنهم قد اغتفروا اختلاف الحرفين مع اختلاف الحركتين في نحو جمعهم في القافية بين


١ آية: ٧٧، سورة الأعراف، وهذ القراءاة وردت في بديع ابن خالويه ٤٤ وقد عزيت فيه أيضًا إلى عاصم في رواية عنه، وانظر أيضًا كتاب سيبويه ٢/ ٣٥٨.
٢ كذ في د، هـ، ز. وفي ش: "عليه".
٣ سقط "في" في د: هـ، ز.
٤ في د، هـ، ز: "لم".
٥ في د، هـ، ز: "صحيحة".
٦ سقط في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>