للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثبات الهاء في "مرحباه" ليس على حد الوقف ولا على حد الوصل , أما الوقف فيؤذن بأنها١ ساكنة: يا مرحباهْ, وأما الوصل فيؤذن بحذفها أصلًا: يا مرحبا بحمار ناجية. فثباتها إذًا في الوصل متحركة منزلة بين المنزلتين.

وكذلك سواء قوله ٢:

ببازلٍ وجناءَ أو عَيْهلِّ٢

فإثبات الياء مع التضعيف طريف, وذلك أن التثقيل من أمارة الوقف, والياء من أمارة الإطلاق. فظاهر هذا الجمع بين الضدين فهو إذًا منزلة بين المنزلتين, وسبب جواز الجمع بينهما أن كل واحد منهما قد كان جائزًا على انفراده, فإذا جمع بينهما فإنه على كل حال لم يكلف إلّا بما من عادته أن يأتي به مفردًا، وليس على٤ النظر بحقيقة الضدين كالسواد والبياض, والحركة والسكون, فيستحيل اجتماعهما. فتضادهما إذًا إنما هو في الصناعة لا في الطبيعة. والطريق متلئّبة منقادة, والتأمل يوضحها ويمكنك منها.


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "بهاء".
٢ أي: منظور بن حبة. وحبة أمه. وأبوه مرثد، ومن ثَمَّ ينسب إلى منظور بن مرثد، وانظر شواهد الشافية ٢٤٦.
٣ قبله:
إن تبخل يا جمل أو تعتلي ... أو تصبحي في الظاعن المولي
نسل وجد الهائم المغتل
والبازل: من الإبل ما دخل في السنة التاسعة. الوجناء: الناقة الشديدة. والعميل، الناقة الطويلة. والمغتل: من به الغلة؛ وهي حرارة العطش، ويراد بها هنا حرارة الشوق. وانظر نوادر أبي زيد ٥٣، وشواهد الشافية ٢٤٦.
٤ سقط في د، هـ، ز.

<<  <  ج: ص:  >  >>