للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء هذا١ في ناصب٢ الفعل. أخبرنا محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى بقول الشاعر:

لما رايت أبا يزيد مقاتلًا ... أدع القتال٣. . . . .

أي: لن أدع القتال ما رأيت أبا يزيد مقاتلًا, كما أراد في الأول: كأن لم تؤهل سوى أهل من الوحش. وكأنه شبَّه لن بأنَّ, فكما جاز الفصل بين أنَّ واسمها بالظرف في نحو قولك: بلغني٤ أن في الدار زيدًا, كذلك شبَّه "لن" مع الضرورة بها ففصل بينها وبين منصوبها بالظرف الذي هو "ما رأيت أبا يزيد" أي: مدة رؤيتي.

فصل في الحَمْل على المعنى:

اعلم أن هذا الشَرْج٥ غور من العربية بعيد, ومذهب نازح فسيح. قد ورد به القرآن وفصيح الكلام منثورًا ومنظومًا؛ كتأنيث المذكر, وتذكير المؤنيث, وتصوير معنى الواحد في الجماعة, والجماعة في الواحد, وفي حمل الثاني على لفظ قد يكون عليه الأول أصلًا كان ذلك اللفظ أو فرعًا, وغير ذلك مما تراه بإذن الله.

فمن تذكير المؤنث قوله ٦:

فلا مزنة ودقَّت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها


١ سقط في د، هـ، ز.
٢ في د، هـ، ز: "نصب".
٣ تتمته:.... ... وأشهد الهيجاء
والبيت يرد في كتب النحو في مبحث النواصب، وفي المغني "لما" دون عزو. و"لما" أصله "لن ما" وقد كنيت موصولة للإلقاز. وانظر شواهد المغني للبغدادي ٢/ ١٠٩.
٤ سقط في ش.
٥ أي: النوع, وفي الأصول: "الشرح" وهو تصحيف.
٦ أي: عامر بن جوين الطائي, ويصف أرضًا مخصبة بكثرة ما نزل بها من الغيث. وانظر الخزانة ١/ ٢١، والكتاب ١/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>