للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ١:

أن هالكٌ كلُّ منْ يحفى وينتعل

وقال الله سبحانه: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} ٢. وقال ٣:

سقته الرواعد من صيّف ... وإن من خريف فلن يعدما٤

مذهب صاحب الكتاب أنه أراد: وإما من خريف, وقد خولف فيه.


١ أي: الأعشى, وصدره:
في فنية كسيوف الهند قد علموا
وهو من معلقته، وقبله:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني ... شاو مشل شلول شلشل شول
والحانوت بيت الخمار. يقول: إنه غدا إلى بيت الخمار معه غلام يشوي اللحم خفيف في عمله في فتية كريمة يهينون ما لهم في اللذات؛ إذ هم على ثقة أنهم ميتون, فهم يبادرون اللذات قبل أن يخترمهم الأجل، وانظر الخزانة ٣/ ٥٤٧، والكتاب ١/ ٨٢، ٤٤٠، ٤٨٠.
٢ آية: ٤، سورة الطارق. والمؤلف يريد قراءة تخفيف "لما" و"ما" عليها زائدة، فأمّا على قراءة التشديد فإن عليها قافية، وهي غير مخففة.
٣ أي: النمر بن قولب, وانظر الكتاب ١/ ١٣٥، والخزانة ٤/ ٤٣٤.
٤ الضمير في سقته يعود على الصدع المذكور في قوله قبل:
فلو أنَّ من حتفه ناجيًا ... لمكان هو الصدع الأعصما
والصدع، الوعل، والأعصم: الذي في يده بياض. وفي رواية: "سقتها" أي: المسجورة المذكورة في قوله:
إذا شاء طالع مسجورة ... ترى حولها النبع والساسما
ويراد بالمسجورة عين ماء مملوءة. والشاعر يتحدث أن أحدًا لا ينجو من الهلاك. ولو نجا أحد لكان أحق شيء أن يكون هذا الصدع, وقد وصفه أنه في جبل منيع، وفيه رعيه وشربه، فذكر في البيت الشاهد أنه يرتوي من رواعد الصيف، ومن مطر الخريف. والرواعد: السحب الماطرة معها رعد. والصيف: مطر الصيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>