للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-عندي- تسميتهم إياه عياضًا١، فلمَّا لم يكن لأيس مصدر علمت أنه لا أصل له, وإنما المصدر اليأس. فهذا من يئست.

والآخر صحة العين في أيس, ولو لم يكن مقلوبًا لوجب فيه إعلالها وأن يقال: آس وإست كهاب وهبت, وكان يلزم في مضارع أواس كأهاب, فتلقب الفاء٢ لتحركها وانفتاحها٣ واوًا؛ كقولك في هذا أفعل من هذا من أممت: هذا أومّ من هذا, هذا قول أبي الحسن وهو القياس. وعلى قياس قول أبي عثمان أياس؛ كقوله: هذا٤ أيمّ من هذا. فصارت صحة الياء في "أيس" دليلًا على أنها مقلوبة من يئس, كما صارت صحة الواو في عَوِرَ دليلًا على أنها في معنى ما لا بُدَّ من صحته وهو اعورّ. وهو باب. وكذلك قولهم: لم أبله٥. وقد شرحناه في غير هذا.

تحريف الحرف:

قالوا: لا بَلْ ولابَنْ, وقالوا: قام زيد فُمَّ عمرو, كقولك: ثم عمرو. وهذا وإن كان بدلًا فإنه ضرب من التحريف. وقالوا في سوف أفعل: سوأفعل, وسَفْ٦ أفعل. حذفوا تارة الواو، وأخرى الفاء. وخففوا رُبَّ وإنَّ وأنَّ، فقالوا:

رُبَ هَيْضَلٍ لجب لففتُ بهيضل


١ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "عوضًا".
٢ يريد فاء الكلمة وهي الهمزة، وقد يكون الأصل، "ألفه".
٣ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "وانفتاح ما قبلها".
٤ سقط في د، هـ، ز، ط.
٥ انظر في هذا الكلمة الكتاب ٢/ ٣٩٢.
٦ كذا في الأصول، وكأنه يرمي إلى أن الواقع من أحدهم يقع منهم جميعًا في اللغة. وهذا عجز بيت لأبي كبير الهذلي صدره:
أزهير إن يشب القذال فإنه
والهيضل: الجيش، ولف الجيش بالجيش: خلطها بالحرب. وقوله: "لجب" كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "مرس" أي: شديد المراس والمعالجة للحرب. وهذا يوافق ما في ديوان الهذليين "طبعة دار الكتب" ٢/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>