للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا مشبَّه بخفت وأردت. وحكى ابن الأعرابي في ظننت ظَنْتُ. وهذا كله لا يقاس١ عليه؛ لا تقول في شممت: شَمْتُ ولا شِمْتُ؛ ولا في "أقضضت ٢: أقضت".

فأما قول أبي الحسن في مثال اطمأنَّ من الضرب: اضرببَّ٣، وقول النحويين فيه: اضربب فليس تحريفًا, وإنما هذا عند كل واحد من القبليلين هو الصواب.

ومن تحريف الفعل ما جاء منه مقلوبًا كقولهم في اضمحل َّ: امضحلَّ, وفي أطيب: أيطب, وفي اكفهرَّ: اكرهفَّو وما كان مثله. فأمَّا جذب وجبذ فأصلان؛ لأن كل واحد منهما متصرف وذو مصدر, كقولك: جذب يجذب جذبًا, وهو جاذب, وجبذ يجبذ جبذًا وهو جابذ, وفلان مجبوذ ومجذوب, فإذا٤ تصرفا لم يكن أحدهما بأن يكون أصلًا لصاحبه أولى من أن يكون صاحبه أصلًا له.

وأما قولهم: أيس فمقلوب من يئس, ودليل ذلك من وجهين.

أحدهما "أن لا مصدر"٥ لقولهم: أيس, فأما الإياس فمصدر أست, قال أبو علي: وسمّوا٦ الرجل إياسًا كما سموه عطاء؛ لأن أست: أعطيت. ومثله


١ حكى ابن مالك في التسهيل أن الحذف في مثل هذا لغة سليم، ومن ثَمَّ قال الشلوبين بالقياس فيه. وانظر الأشموني في مبحث الإعلال بالحذف في أواخر الكتاب.
٢ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "أفصصت: أفصت".
٣ أصل اطمأننّ. فإذا أريد بناء مثالها من الضرب، فالنحويون يراعون أصل الزنة، فيقولون: أضربب بتشديد الباء الأولى، والأخفش يراعي ما عرض لاطمأنَّ من الإدغام ونقل الحركة, فيفعل كذلك في مثال من الضرب فيقول: اضربب بتشديد الباء الثانية ليكون كطمأن. وانظر شرح الرضي للشافية ٣/ ٢٩٨.
٤ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "وإذا".
٥ كذا في ز، ط، وفي ش: "المصدر".
٦ كذا في ط. ز، وفي ش: "سمى".

<<  <  ج: ص:  >  >>