للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذا الموضع على أصل "وضعها في اللغة"١ من العموم, واجتنب المستعمل فيه من الخصوص.

ومثل٢ توكيد المجاز فيما مضى قولنا: قام زيد قيامًا, وجلس عمرو جلوسًا, وذهب سعيد٣ ذهابًا، "ونحو ذلك٤؛ لأن" قولنا: قام زيد ونحو ذلك قد قدَّمنا الدليل على أنه مجاز, وهو مع ذلك مؤكَّد بالمصدر. فهذا٥ توكيد المجاز كما ترى, وكذلك أيضًا يكون قوله سبحانه: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ومن هذا الوجه مجازًا على ما مضى.

ومن التوكيد في المجاز قوله تعالى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} ٦ ولم تؤت لِحْيَة ولا ذكرًا. ووجه هذا عندي أن يكون مما حذفت صفته حتى كأنه قال: وأوتيت من كل شيء تؤتاه المرأة الملكة٧؛ ألا ترى "أنها٨ لو" أوتيت لحية وذكرًا لم تكن امرأة أصلًا٩، ولما قيل فيها: أوتيت, ولقيل أوتي. ومثله قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ١٠ وهو سبحانه شيء. وهذا١١ مما يستثنيه١٢ العقل ببديهته, ولا يحوج إلى التشاغل باستثنائه١٣؛ ألا ترى أن الشيء كائنًا ما كان لا يخلق نفسه, كما أن المرأة لا تؤتي لحية ولا ذكرًا.


١ في ز، ط: "وضع اللغة".
٢ كذا في ش، ز، ط. وفي ج: "من".
٣ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "سعد".
٤ في ز، ط: "وذلك أن".
٥ في ط: "وهو".
٦ آية: ٢٣، سورة النمل.
٧ في ز: "المليكة".
٨ كذا في ش، ط. وفي ز: "لو أنها".
٩ سقط في د، هـ، ز. وثبت في ش، ط.
١٠ ورد في عدة آيات. من ذلك آية ١١٦، سورة الرعد.
١١ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "فهذا".
١٢ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "يستثبته".
١٣ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "باستثباته".

<<  <  ج: ص:  >  >>