للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في العين أملح١

وقال: معناه: بل أنت في العين أملح. وإذا أرينا أنها في موضعها وعلى٢ بابها -بل إذا كانت هنا على بابها كانت أحسن معنًى وأعلى مذهبًا- فقد وفَّينا ما٣ علينا.

وذلك أنها على بابها من الشك, ألا ترى أنه لو أراد بها معنى بل فقال: بل أنت في العين "أملح لم يف بمعنى أو في الشك؛ لأنه إذا قطع بيقين أنها في العين أملح"٤ كان في ذلك سرف منه ودعاء إلى التهمة في الإفراط له، وإذا أخرج الكلام مخرج الشك كان في صورة المقتصد غير المتحامل ولا المتعجرف. فكان٥ أعذب للفظه، وأقرب إلى تقبُّل قوله, ألا تراه نفسه أيضًا٦ قال:

أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا آأنت أَمْ أُمّ سالم٧


١ قرن الشمس: أعلاها. وقوله: "وصورتها" بالجر عطف على "قرن"، ويقول البغدادي في الخزانة ٤/ ٤٢٤: "والبيت نسبه ابن جني إلى ذي الرمة، ولم أجده في ديوانه", ولذي الرمة قصيدة طويلة على روي البيت، مطلعها:
أمنزلتي ميّ سلام عليكما
على النأي والنائي يود وينصح
وانظر معاني القرآن ١٠/ ٧٢، والإنصاف ١٩٨.
٢ سقطت واو العطف في ز.
٣ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "بما".
٤ سقط ما بين القوسين في ش، وثبت في د، هـ، ز، ط.
٥ كذا في ش،، ط. وفي د، هـ، ز: "وكان".
٦ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "كيف".
٧ قبله:
أقول لدهناوية عوهج جرت ... لنا بين أعلى عرفة بالصرائم
العوهج: الطويلة العتق، وأراد بها ظبية, والدهناوية نسبة إلى الدهناء، وهي رمال في نجد، الرعساء، رملة وجلاجل -بالضم- موضع، ومن اللغويين من يرويه بفتح الجيم. وانظر الأمالي ٢/ ٦١، والكامل ٦/ ١٨١، وسيبويه ٢/ ١٦٨، وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>