للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكما١ لا يشك٢ في٣ أن كلامه ههنا خرج مخرج الشك لما فيه من عذوبته وظرف مذهبه, فكذلك ينبغي أن يكون قوله: أو أنت في العين أملح "أو" فيه باقية في موضعها وعلى شكلها.

وبعد فهذا مذهب الشعراء: أن يظهروا في هذا ونحوه شكًّا وتخالجًا٤ ليروا قوة الشبه واستتكام الشبهة, ولا يقطعوا قطع اليقين البتة فينسبوا بذلك إلى الإفراط وغلوّ الأشطاط, وإن كانوا هم ومن بحضرتهم٥ ومن يقرأ من٦ بعد أشعارهم يعلمون أن لا حيرة هناك ولا شبهة, ولكن "كذا خرج"٧ الكلام على الإحاطة بمحصول الحال.

وقال أيضًا:

ذكرتك أن مرت بنا أم شادن ... أمام المطايا تشرئب وتسنح٨

وقال الآخر ٩:

أقول لظبي يرتعي وسط روضة ... أأنت أخو ليلى فقال يقال

وما أحسن ما جاء به الطائي الصغير "في قوله"١٠:

عارضننا أصلًا فقلنا الربرب ... حتى أضاء الأقحوان الأشنب١١


١ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "فيما".
٢ في ط: "تشك".
٣ سقط هذا الحرف في د، هـ، ز.
٤ أي: ترددًا، يقال: تخالجته الهموم, أي: تنازعته فنفت عنه الطمأنينة، فكان مضطربًا مترددًا.
٥ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "يحضرهم" وفي ط: "يحضر منهم".
٦ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "فيما", وسقط كلاهما في ط.
٧ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "هذا مخرج".
٨ الشادن: ولد الظبية حين يقوى ويشتد, ويقال: اشرأبَّ إذا رفع رأسه. وتسنح: تمر من اليمين. وقوله: "أن" يروي: "إذا". وانظر الديان ٨٠، والكامل ٦/ ٩١.
٩ هو المجنون.
١٠ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "فقال".
١١ "أضاء" كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "استبان". وهو من قصيدة له في مدح إسحق بن إبراهيم. انظر الديوان "الجوائب" ١/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>