للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الشيء من نفسه معنى آخر, كأنه حقيقته ومحصوله. وقد يجري١ ذلك إلى ألفاظها لما عقدت عليه معانيها. وذلك نحو قولهم: لئن لقيت زيدًا٢ لتلقين منه الأسد, ولئن سألته لتسئلن منه البحر. فظاهر هذا أن فيه من نفسه أسدًا وبحرًا, وهو عينه هو الأسد والبحر "لا٣ أن" هناك شيئًا منفصلًا عنه وممتازًا منه.

وعلى هذا يخاطب الإنسان منهم نفسه، حتى كأنها تقابله أو٤ تخاطبه.

ومنه قول الأعشى:

وهل تطيق وداعًا أيها الرجل٥

وهو الرجل نفسه لا غيره, وعليه قراءة من قرأ: "قَالَ اعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"٦ أي: اعلم أيها الإنسان, وهو نفسه٧ الإنسان, وقال تعالى: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ} ٨ وهي نفسها "دار الخلد"٩.

وقال الأعشى:

لات هنا ذكرى جبيرة أم من ... جاء منها بطائف الأهوال١٠

وهي نفسها الجائية بطائف الأهوال.


١ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "يخرج" وفي ط: يخرج".
٢ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "فلانًا".
٣ كذا في ش. وفي ش: "إلا أن" وفي ز: "لأن".
٤ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "و".
٥ صدره:
ودِّع هريرة إن المركب مرتحل
وهو مطلع معلقته.
٦ آية: ٢٥٩ سورة البقرة، وهذه القراءة بصيغة فعل الأمر قراءة حمزة والكسائي ويعقوب وخلف؛ كما في الإتحاف ١٦٢.
٧ كذا في د، هـ، ز. وفي ش: "في نفسه".
٨ آية: ٢٨، سورة فصلت.
٩ سقط ما بين القوسين في ش.
١٠ من قصيدة في مدح الأسود بن المنذر أخي النعمان. وهو أول قصيدة في الصبح المنير.

<<  <  ج: ص:  >  >>