للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تستعمل الباء هنا فتقول: لقيت به الأسد, وجاورت به البحر, أي: لقيت بلقائي إياه الأسد. ومنه مسألة١ الكتاب: أما أبوك فلك أب, أي: لك منه أو به أو٢ بمكانه أب٣. وأنشدنا:

أفاءت بنو مروان ظلمًا دماءنا ... وفي الله إن لم يعدلوا حكم عدل٤

وهذا غاية البيان والكشف, ألا ترى أنه لا يجوز أن يعتقد أن الله سبحانه ظرف لشيء ولا متضمن له، فهو إذًا على حذف المضاف، أي: في عدل الله عدل حكم عدل.

" وأنشدنا:

بنزوة لص بعد ما مرّ مصعب ... بأشعت لا يفلَى ولا يقمل٥

ومصعب نفسه هو الأشعت"٦. وأنشدنا:

جازت البيد إلى أرحلنا ... آخر الليل بيعفور خدر٧

وهي نفسها اليعفور, ولعيه جاء قوله:

يا نفس صبرًا كل حي لاق ... وكل اثنين إلى افتراق


١ انظر الكتاب ١٩٥/ ١.
٢ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "أي".
٣ سقط في ش.
٤ ورد هذا البيت في معاهد التنصيص ٣/ ١٦ وفيه الشطر الأول هكذا:
أباحت بنو مروان ظلمًا دماءنا
ولم ينسبه. وورد في حماسة ابن الشجري ٤في أبيات لأبي الخطار الكلبي هكذا:
أفادت بنو مروان قيسًا دماءنا ... وفي الله إن لم ينصفوا حكم عدل
وبعده:
كأنكم لم تشهدوا مرج راهط ... ولم تعلموا من كان ثمَّ له للفضل
٥ الأشعت: الوتد، سمي بذلك لشعث رأسه, وقد وصفه بأنه لا يصيبه الفمل، فلا يحتاج إلى أن يفلى، ليميزه عن الأشعث من الناس. والبيت للأخطل وهو في القصيدة الأولى من ديوانه, وقد أورده المؤلف معزوًّا إليه في "المحتسب" في الكلام على سورة الفتحة.
٦ سقط ما بين القوسين في ش.
٧ انظر ص١٧٩ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>