للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الآخر ١:

قالت له النفس إني لا أرى طمعًا ... وإن مولاك لم يسلم ولم يصد

وقول الآخر ٢:

أقول للنفس تأساءً وتعزية ... إحدى يدي أصابتني ولم ترد

وأما٣ قوله -عزَّ اسمه: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ٤ فليس من ذا، بل النفس هنا جنس, وهو٥ كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ٦ ونحوه٧. وقد دعا تردد هذا الموضع على الأسماع، ومحادثته٨ الأفهام٩، أن ذهب قوم١٠ إلى أن الإنسان هو معنى ملتبس بهذا الهيكل الذي يراه١١، ملاق له, وهذا الظاهر مماس لذلك الباطن, كل جزء منه منطوٍ عليه ومحيط به.


١ أي: النابغة الذبياني، وقبله:
لما رأى واشق إقعاص صاحبه ... ولا سبيل إلى عقل ولا قود
واشق: كلب غير ضمران, الذي يتحدث عنه الشاعر، وذلك أنه ذكر أن كلابًا سلط كلبه ضمران على ثور وحشي فصرعه الثور بقرنه، وذكر في البيت الشاهد أن واشفًا لما رأى ذلك حدثته نفسه باليأس من الثور، وقال في نفسه: إن مولاه لم يسلم ولم يصد. ويجوز أن يريد بمولاه الكلّاب صاحبه، وأن يريد به ضمران الذي هلك.
٢ نسبه في الحماسة إلى أعرابي قتل أخوه ابنًا له، فقدم إليه ليقتاد منه فألقى السيف في يده، وقال الشعر. وبعده:
كلاهما خلف من فقد صاحبه ... هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي
وانظر الحماسة بشرح التبريزي "التجارية" ١/ ١٠٥.
٣ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "فأمَّا".
٤ آية ٢٧، سورة الفجر.
٥ كذا في ش، وفي د، هـ: "فهو".
٦ آية: ٦، سورة الإنفطار.
٧ سقط في د، هـ، ز، ط.
٨ في ط: "مجاذبته".
٩ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "للأفهام".
١٠ يغزي مثل هذا القول إلى الإمام مالك -رضي الله عنه- في الروح، وهو في الحقيقة لأتباعه. وفي جوهرة التوحيد:
ولا تخص في الروح إذا ما وردا ... نص من الشارع لكن وجدا
لمالك هي صورة كالجسد ... فحسبك النص بهذا السند
١١ كذا في ش، ز. وفي ط: "ذكرناه وأنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>