للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالقول أن يكون "ناهيًا" اسم الفاعل من نهيت كساعٍ من سعيت وسار من سريت, وقد يجوز مع هذا أن يكون "ناهيًا" هنا مصدرًا كالفالج١ والباطل والعائر٢ والباغز٣ ونحو ذلك مما جاء فيه المصدر على فاعل حتى كأنه قال: كفى الشيب والإسلام للمرء نهيًا وردعًا, أي: ذا نهي فحذف المضاف وعلقت اللام بما يدل عليه الكلام, ولا تكون على هذا معلقة بنفس الناهي؛ لأن المصدر لا يتقدم شيء من صلته عليه. فهذا٤ وإن كان عسفًا فإنه جائز للعرب٥؛ لأن العرب قد حملت عليه فيما لا يشك فيه, فإذا أنت أجزته هنا فلم تجز إلّا جائزًا مثله, ولم تأت إلا ما أتوا بنحوه.

وكذلك قوله ٦:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

فظاهر هذا أن يكون "جوازيه" جمع جازٍ, أي: لا يعدم شاكرًا عليه, ويجوز أن يكون جمع جزاء, أي: لا يعدم جزاء عليه, وجاز أن يجمع جزاء على جوازٍ لمشسابهة المصدر اسم الفاعل, فكما جمع سيل على سوائل؛ نحو قوله ٧:

وكنت لقي تجري عليه السوائل


١ هو الداء المعروف بالشلل.
٢ هو بئر يكون في جفن العين الأسفل.
٣ هو النشاط في الإبل.
٤ سقط في ش.
٥ ثبت في ز.
٦ أي: الحطيئة. وعجزه:
لا يذهب العرف بين الله والناس
٧ أي: الأعشى يذكر قيس بن مسعد الشيباني. وصدر البيت:
وليتك حال البحر دونك كله
وقوله: "وكنت" كذا في ز، ط، د، هـ، وفي ش: "فكنت"، وانظر الصبح المنير ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>