للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان له من اعتقاب الحركات عليه١ في الوصل ورومها فيه عند الوقف ما قدمناه, تحامل الطبع به، وتساند٢ إلى تلك التعلّة فيه.

نعم, وقد تجد في بعض الكلام التقاء الساكنين الصحيحين في الوقف, وقيل الأول منهما حرف مد, وذلك في لغة العجم نحو قولهم: آردْ٣، وماسْت٤, وذلك أنه في لغتهم مشبه بدابّة وشابة في لغتنا.

وعلى ما نحن عليه فلو أردت تمثيل أهرقت على لفظه لجاز فقلت: أهفلت, فإن أردت تمثيله على أصله لم يجز من قِبَل أنك تحتاج إلى أن تسكن فاء أفعلت, وتوقع قبلها هاء أهرقت وهي ساكنة, فيلزمك على هذا أن تجمع حشوًا٥ بين ساكنين صحيحين. وهذا على ما قدمناه وشرحناه فاسد غير مستقيم.

فاعرف مما٦ ذكرناه حال الساكنين حشوًا, فإنه موضع مغفول عنه, وإنما "يسفر ويضح"٧ مع الاستقراء له والفحص عن حديثه.

ومن ذلك أنك لما حذفت حرف المضارعة من يضرب ونحوه وقعت الفاء ساكنة مبتدأة. وهذا ما لا سبيل إلى النطق به, فاحتجت إلى همزة الوصل تسببًا على النطق به.


١ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "له".
٢ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "مشابه".
٣ كذا في ط, وهو يوافق ما في ص٩١ من الجزء الأول. وفي ش، ز: "آرت". وآرد كلمة فارسية معناها الدقيق.
٤ هو اللبن. وانظر المرجع السابق.
٥ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: وضع هذا اللفظ بعد قوله: "ساكنين".
٦ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "بما".
٧ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "يصحّ ويستفزّ". وفي ط: "يستقر ويصح".

<<  <  ج: ص:  >  >>