للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختارًا لا مضطرًا إليه لكن قولك في وجوه: أجوه وفي وقتت: أقتت لصرت إلى أؤي فوجب إبدال الثانية واوا خالصة؛ فإذا خلصت كما ترى لما تعلم وجب إبدالها للياء بعدها فقلت: أي لا غير. فهذا وجه آخر من العمل غير جميع ما تقدم.

فإن قلت: فهلا استدللت بقولهم في مثال فعول من القوة: قيو على أن التغيير إذا وجب في الجهتين فينبغي أن يبدأ بالأول منهما ألا ترى أن أصل هذا قوو فبدأ بتغيير الأوليين١ فقال٢: قيو ولم يغير الأخريين فيقول: قوي؟

قيل: هذا اعتبار فاسد٣. وذلك أنه لو بدأ فغير من الآخر لما وجد بدا من أن يغير الأول أيضًا "لأنه لو أبدل الآخر فصار إلى قوي للزمه أن يبدل الأول أيضًا"٤ فيقول: قيّيّ: فتجتمع له أربع ياءات فيلزمه أن يحرك الأولى لتنقلب الثانية ألفا فتنقلب٥ واوا فتختلف الحروف٦، فتقول: قووي٧، فتصير من عمل إلى عمل ومن صنعة إلة صنعة. وهو مكفي ذلك وغير محوج إليه. وإنما كان يجب عليه أيضًا تغيير الأولين لأنهما ليستا عينين فتصحا؛ كبنائك فعلًا من قلت: قول وإنما هما عين وواو زائدة.


١ كذا في ط. وفي ش، ز: "الأولين".
٢ في ش: "فقيل". وقوله: "فقال" أي سيبويه. وانظر الكتاب ٢/ ٣٩٦.
٣ في ط: "ما نريد"، وكأنه مصحف عما أثبت.
٤ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٥ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز، "فينقلب".
٦ في ش: "الحركات" وهو خطأ في النسخ.
٧ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "قوي".

<<  <  ج: ص:  >  >>