للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول١ في فيعل من البيع: بويع. بل إذا لم يدغم الخليل الفاء في العين -وهي أختها "وتليتها"٢ وهي مع ذلك من لفظها- في أووم حتى أجراها مجرى قوله٣:

وفاحم دووي حتى اعلنكسا

فألا يدغم٤ عين بويع في يائه -ولم يجتمعا في كونهما أختين ولا هما أيضًا في اللفظ الواحد شريكتان-٥ أجدر بالوجوب.

ولو بنيت مثل عوارة٦ من القول لقلت على مذهب الجماعة: قوالة بالادغام وعلى قول الخليل أيضًا كذلك لأن العين لم تنقلب فتشبه عنده ألف فاعل. لكن يجيىء على قياس قوله أن يقول في فعول من القول: قيول لأن العين لما انقلبت أشبهت الزائد. يقول: فكما لا تدغم بويع فكذلك لا تدغم قيول. اللهم إلا أن تفضل فتقول: راعيت في بويع ما لا يدغم وهو ألف فاعل فلم أدغم وقيول بضد ذلك لأن ياءه بدل من عين القول وادغامها في قول وقول والتقول ونحو ذلك جائز حسن، فأنا أيضا أدغمها فأقول: قيل. وهذا وجه حسن.

فهذا فصل اتصل بما كنا عليه. فاعرفه متصلا به بإذن الله.


١ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "نقول".
٢ سقط ما بين القوسين في ط. والتليه التابعة. وهي مؤنث التلي: فعيل من تالاه أي تابعه، كالأكيل والجليس. ولم أقف على هذا الوصف.
٣ أي العجاج، والذي في ديوانه ٣١:
أزمان غراء تروق العنسا ... بفاحم دووى حتى اعلنكسا
وغراء اسم امرأة والعنس جمع العانس، وهو الذي بقي زمانا لا يتزوج بعد أن أدرك من الزواج، ويريد بالفاحم شعرها الأسود، وقوله: دووى أي عولج بالدهان، واعلنكس: اشتد سواده وكثر. وانظر ص٩٦ من الجزء الأول من هذا الكتاب.
٤ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "تدغم".
٥ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "شريكان".
٦ كذا في ط. وفي ش، ز: "عتوارة".

<<  <  ج: ص:  >  >>