للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقصد، وأنكر أبو علي عليه ذلك، وقال: لا مدخل هنا للاستفهام. وهذا عندي لا يلزم الفراء؛ لأنه لم يدع أن "هل" هنا حرف استفهام؛ وإنما هي عنده زجر وحث١ وهي التي في قوله٢:

ولقد يسمع قولي حيهل

قال الفراء: فألزمت الهمزة في "أم" التخفيف، فقيل: هلم.

وأهل٣ الحجاز يدعونها في كل حال على لفظ واحد، فيقولون للواحد والواحدة٤ والاثنين والاثنتين٥ والجماعتين: هلم يا رجل، وهلم يا امرأة، وهلم يا رجلان، وهلم يا امرأتان، وهلم يا رجال، وهلم يا نساء. وعليه قوله:

يا أيها الناس ألا هلمه٦

وأما التميميون فيجرونها مجرى "لم" فيغيرونها بقدر المخاطب. فيقولون: هلم، وهلما، وهلمي، وهلموا، وهلممن يا نسوة. وأعلى اللغتين الحجازية، وبها نزل القرآن؛ ألا ترى إلى قوله -عز اسمه- {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} ٧. وأما التميميون فإنها عندهم أيضًا اسم سمي به الفعل وليست مبقاة على ما كانت عليه قبل التركيب والضم. يدل على ذلك أن بني تميم يختلفون في آخر الأمر من المضاعف، فمنهم


١ سقط في ش.
٢ أي لبيد، وقوله: "يسمع" كذا في ز. وفي ش: "تسمع" وصدره:
يتمارى في الذي قلت له
وهو يتحدث عن صاحبه في السفر، آذنه بالصبح ليستيقظ من النوم، فلم يصدقه وشك في خبره لغلبة النوم عليه.
وانظر "الخزانة" في الشاهدين ٢٢٨، ٤٦١.
٣ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "فأهل".
٤ سقط في ش.
٥ في ز: "الثنتين".
٦ ورد هذا الرجز في الكتاب لسيبويه ٢/ ٢٧٩.
٧ آية ١٨ سورة الأحزاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>