للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يتبع فيقول: مدُّ وفرِّ وعضَّ، ومنهم من يكسر، فيقول: مدِّ وفرِّ وعضِّ، ومنهم من يفتح لالتقاء الساكنين، فيقول: مدَّ وفرَّ وعضَّ. ثم رأيناهم كلهم مع هذا مجتمعين على فتح آخر هلم، وليس أحد يكسر الميم ولا يضمها. فدل ذلك على أنها قد خلجت١ عن طريق الفعلية وأخلصت اسمًا للفعل بمنزلة دونك عندك ورويدك وتيدك٢: اسم اثبت وعليك بكرا: اسم خذ "وهو٣ كثير".

ومنه٤ قوله:

أقول وقد تلاحقت المطايا ... كذاك القول إن عليك عينا

فهذا٥ اسم احفظ القول أو اتق القول.

وقد جاءت هذه التسمية للفعل في الخبر، وإنما بابها الأمر والنهي؛ من قبل أنهما لا يكونان إلا بالفعل، فلما قويت الدلالة فيهما على الفعل حسنت٦ إقامة غيره مقامه. وليس كذلك الخبر، لأنه لا يخص بالفعل، ألا ترى إلى قولهم: زيد أخوك، ومحمد صاحبك؛ فالتسمية للفعل في باب الخبر ليست في قوة "تسميته في"٧ باب الأمر والنهي. وعلى ذلك فقد مرت بنا منه٨ ألفاظ صالحة جمعها طول التقري لها. وهي قولهم: أفَّ اسم الضجر، وفيه ثماني لغات أفِّ وأفٍ وأفَّ وأفٌ وأفَّ وأفَّا وأفّي ممال، وهو الذي تقول فيه العامة: أفي٩ وأف خفيفة. والحركة


١ أي انتزعت ونحبت.
٢ النيد في الأصل: الرفق. وقوله: "اسم اثبت" في اللسان: "وتيدك يا هذا أي اتئد".
٣ سقط ما بين القوسين من ش.
٤ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "مثله".
٥ كتب في هامش ش: "صوابه: فكذاك" وورد البيت في اللسان "لحق" وفيه "كفاك القبول" وفيه عقب البيت: "كفاك القول، أي ارفق وأمسك عن القول".
٦ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "رجعت"؛ وقد يكون محرفا عن "رجحت".
٧ كذا في د، هـ، ز. وفي ش: "تسمية".
٨ سقط من ش.
٩ أي بإخلاص الباء. وانظر ابن يعيش ٤/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>