للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قولهم: الليل يغسى١، فهذا يجب أن يكون من غسى كشقى يشقى، ويجوز أن يكون من غسا فقد قالوا: غسى يغسى وغسا، يغسو ويغسى أيضًا وغسا يغسى نحو أبى يأبى، وجبا٢ الماء يجباه.

ومن ذلك زيد مررت به واقفا الوجه أن يكون "واقفا" حالا من الهاء "في٣ به"، وقد يجوز أن يكون حالا من نفس "زيد" المظهر ويكون مع هذا العامل فيه ما كان عاملا فيه وهو حال من الهاء؛ ألا ترى أنه قد يجوز أن يكون العامل في الحال هو "غير العامل في صاحب"٤ الحال ومن ذلك قول الله سبحانه: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا} ٥ فـ"مصدقا" حال من "الحق" والناصب له غير الرافع للحق، وعليه البيت:

أنا ابن دارة معروفًا بها نسبي ... وهل بدارة يا للناس من عار٦

وكذلك عامة ما يجوز فيه وجهان أو أوجه ينبغي أن يكون جميع ذلك٧ مجوزًا فيه٨. ولا يمنعك٩ قوة القوى من إجازة الضعيف أيضًا١٠؛ فإن العرب تفعل ذلك؛ تأنيسًا١٠ لك بإجازة الوجه الأضعف لتصح به طريقك ويرحب به١١ خناقك إذا١٢ لم تجد وجها غيره، فتقول: إذا أجازوا نحو هذا ومنه بد وعنه مندوحة فما ظنك بهم إذا لم يجدوا


١ أي يظلم.
٢ أي جمعه.
٣ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٤ كذا في د، هـ، ز، وفي ش: "العامل في غير صاحب".
٥ آية ٩١ سورة البقرة.
٦ هذا لسالم بن دارة، يهجو زميلا الفزاري ويفتخر عليه، ودارة أمه، وقيل: جده، ولذلك يروى: "معروفا له نسبي" وفي ش، ط: "لها" في مكان "بها"، وانظر الخزانة "السلفية ٣/ ٢٤، وص٢٧٠ من الجزء الثاني من هذا الكتاب.
٧ سقط في ش.
٨ كذا في د، هـ، ز، وفي ش، ط: "عليه".
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "تمنعك".
١٠ سقط في ش.
١١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "عنه" وفي ط: "فيه".
١٢ في ش: "فإذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>