للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه بدلا، ولا عنه معدلا ألا تراهم كيف يدخلون تحت قبح الضرورة مع قدرتهم على تركها، ليعدوها لوقت الحاجة إليها. فمن١ ذلك قوله٢:

قد أصبحت أم الخيار تدعى ... على ذنبًا كله لم أصنع

أفلا٣ تراه كيف دخل تحت ضرورة الرفع، ولو نصب لحفظ الوزن وحمى جانب الإعراب من الضعف. وكذلك قوله ٤:

لم تتلفع بفضل مئزرها ... دعدٌ ولم تغذ دعد في العلب

كذا٥ الرواية بصرف "دعد" الأولى، ولو لم يصرفها لما كسر وزنا وأمن الضرورة أو ضعف إحدى اللغتين. وكذلك قوله:

أبيت على معاري فاخرات ... بهن ملوب كدم العباط٦

هكذا أنشده: على معاري بإجراء المعتل مجرى الصحيح ضرورة، ولو أنشد: على معارٍ فاخرات لما كسر وزنا ولا احتمل ضرورة.


١ كذا في ش، وفي ط: "ومن" وفي د، هـ، ز: "من".
٢ أي أبي النجم، وأم الخيار امرأته، وقد فسر الذئب بعد بأنه الشيب، وانظر الخانة في الشاهد السادس والخمسين.
٣ كذا في، ط، وفي د، هـ، ز: "أ".
٤ أي جرير، والتلفع "الاشتمال بالثوب كلبسة نساء الأعراب والعلب واحدها علبة، وهي قدح من جلد يشرب فيه اللبن، وانظر اللسان "دعد" والكتاب ٢/ ٢٣.
٥ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "هكذا".
٦ "فاخرات" كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "واضحات" والمعاري قيل أراد بها ما لا بد المرأة من إظهاره، كاليدين، وقد عنى به المرأة نفسها، وقد شبه الملاب في حمرته بدم العباط وأحد العبيط والعبيطة، وهو ما نحر لغير علة، وانظر ٣٣٥ من الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>